إن المشروعات المشتركة العملاقة التي تقوم بها المملكة والبحرين على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية هي تجسيد للتعاون الأخوي القائم بين البلدين الشقيقين، وهي تترجم كذلك مدى ما يحرص عليه قادة البلدين في توحيد الرؤى نحو بناء اقتصاد قوي ومتين يعزز من مكانة المملكتين في المنطقة، وبما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين، خاصة نحن نعيش في عصر التكتلات الاقتصادية. وتعد المشروعات الرئيسة في البحرين بشراكة مباشرة أو غير مباشرة مع السعودية، وصناعة النفط في البحرين قائمة على شراكة رسمية مع السعودية سواء بالحقل المشترك بين المملكتين كالحقل البحري أو في كمية النفط التي تحول من السعودية بشكل يومي إلى البحرين ما لا يقل عن 250 الف برميل يوميا للمصفاة في البحرين.. هذا عنصر رئيس للاقتصاد الوطني في البحرين ومورد رئيس له. وفي الجانب الآخر توسعة مصنع الألومنيوم التي تمت في السبعينات ما كانت ستتم لولا مشاركة السعوديين في البحرين والذي تملك فيه السعودية 20% والألومنيوم من الصناعات الأساسية التي نفخر بها. وفي صناعة البتروكيماويات هناك شراكة رسمية بين البحرين والمملكة العربية السعودية؛ فليس غريبا ان تكون العلاقة الاقتصادية الرسمية والخاصة بين المملكتين تصل إلى عمق الصناعات الاستراتيجية في المملكتين، حيث إن هناك عددا كبيرا من المواطنين البحرينيين انتقلوا الى العمل في شركة النفط بخطوط التابلاين في السعودية واستوطنوا في المملكة وهذا يرجع إلى الاربعينيات من القرن الماضي، والعلاقات الاسرية التي تربط البحرين مع السعودية، فالبحرين والسعودية من اكثر دول الخليج تقاربا اسريا ونسبا بين المملكتين، فحجم الزوار السعوديين بفضل جسر الملك فهد الذي يربط بين المملكتين والذي أنشأته السعودية في منتصف الثمانينيات ففي الوقت الحالي سنويا يأتي إلى البحرين من خلال هذا الجسر 4 ملايين شخص، وهذا العدد الكبير ما كان في الحقيقة ليصل الى البحرين لولا وجود هذا الجسر، وهذا الجسر يعود الفضل فيه إلى الملك خالد -يرحمه الله- والملك فهد -يرحمه الله- فهما من أصرا على إنشاء هذا الجسر والكل يعرف ان المملكة هي من موّل هذا الجسر الذي اصبح الشريان الحيوي للبحرين للخروج من البحرين. وتعتبر زيارة خادم الحرمين الشريفين لبلده الثاني مملكة البحرين عزيزة على كل مواطن بحريني بحكم أن العلاقة بين القيادتين جلالة الملك المفدى وأخيه خادم الحرمين الشريفين هي علاقة متميزة وتربطها الدين والدم والتاريخ وتربطها بالشقيقة الكبرى علاقة متميزة بكل المقاييس وأن كل بحريني يفتخر بزيارة خادم الحرمين الشريفين لأول مرة منذ توليه مقاليد الحكم وهذا شرف عظيم لهم وسوف يكون للزيارة صدى شعبي كبير لما لهذه العلاقات من تميز وستفتح مجالات كبيرة للعلاقات الاقتصادية والاستثمارية بخلاف العلاقة الأخوية والاجتماعية الممتدة تاريخيًا مما سيعزز العلاقة الاقتصادية والاستثمارية وتوقيع اتفاقيات ثنائية بين البلدين. ومملكة البحرين ترتقب هذه الزيارة الميمونة على اعتبار أن العلاقات بين البحرين والمملكة العربية السعودية متجذرة في أعماق التاريخ وليست وليدة اليوم بل وليدة سنين طويلة وهناك مواقف مشرفة من الإخوة في السعودية في جميع الأمور والقضايا التي لها علاقة بالبحرين. ويتوقع أن تكون هذه الزيارة إيجابية على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية للمملكتين. وزيارة خادم الحرمين الشريفين لمملكة البحرين تأتي كعلامة واضحة لما تتمتع به البحرين من مكانة عزيزة، خاصة عنده وعند قيادة المملكة -حفظها الله- وأن مواطني مملكة البحرين يفرحون ويفتخرون بهذه المكانة عند خادم الحرمين الشريفين ومملكته المباركة. إن اللقاء المرتقب بين حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية سوف يتناول آفاق التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين والقضايا التي تهم دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالإضافة إلى آخر المستجدات على الساحتين العربية والدولية وموقف البلدين منها . إن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ومحادثاته التي سيجريها مع صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى تكتسب أهمية استراتيجية على جميع المستويات والأصعدة، بما تجسد التطور الملحوظ في العلاقات الثنائية المشتركة والتواصل والتشاور المستمرين تجاه القضايا الخليجية والعربية والإقليمية، ومما لا شك فيه فإن سياسة المملكتين الخارجية تجاه القضايا المصيرية التي تهم الأمة العربية هي سياسة واحدة وذات ثوابت مشتركة تقوم على مبدأ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين ونصرة القضايا العربية والإسلامية في جميع المحافل الدولية.