وصف معالي الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة وزير الثقافة والإعلام فوز الروائي السعودي عبده خال بجائزة البوكر في نسختها العربية عن روايته «ترمي بشرر» ب «الاستفتاء الواقعي على القيمة الأدبية»، معبرًا عن مشاعر السعادة التي غمرته عند تلقى نبأ فوز خال.. جاء ذلك في كلمته التي ألقاها في حفل التكريم الذي أقامه النادي الأدبي الثقافي بجدة تحت رعاية وزير الثقافة والإعلام مساء يوم الثلاثاء الماضي وسط حضور كبير لوسائل الإعلام المختلفة والجمهور الذي ضاقت به جنبات النادي، حيث استهل الدكتور خوجة كلمته قائلاً: ليس من حدث يوازي لحظة أن نفرح وليس من مناسبة، تفوق ساعة أن نبتهج ولكم قبسنا الحكمة من قصيدة ولكم تجلت لنا النفس البشرية كما لم نعهدها من قبل في رواية أو أقصوصة أو مسرحية؛ بل إن الفلاسفة الكبار وعظماء المحللين النفسيين ليجدوا في الأعمال الأدبية العظيمة أساس ما يشتغلون به من قضايا كبرى من فلسفة وسبر أغوار النفس الإنسانية، وحين يفوز أديب أحببت أعماله الأدبية بجائزة لا تملك إلا أن تحس بأنك تشاطر ذلك الأديب فرحته وبهجته؛ وكأن تلك الجائزة أو ذلك التكريم استفتاء واقعي على القيمة الأدبية له ذلك الاستفتاء الألمعي الذي كان للقراء نصيب فيه. ماضيًا إلى القول: ولقد داخلني هذا الإحساس حين فاز الروائي عبده خال بجائزة بوكر العربية للعام 2010، وكأن عبده واصل حبه لقرائه بهذا الفوز المستحق، ولذا فلنا أن نسعد بك يا عبده وقد أعطيت فن الرواية ثوب الوجدان، وكنت مخلصًا لفنك فأعطاك الفن وهو ضني شحيح ما بوّأك الفن هذه المكانة المحترمة في تجربتنا العربية. مضيفًا: لقد عرفت عبده خال جيدًا حينما أصدر روايته “الموت يمر من هنا” ثم توالت صلتي بأعماله الروائية التي أصدرها بعد ذلك، وأذكر أنني كنت خلال عملي في لبنان قد قرأت تلك الرواية “الموت يمر من هنا” هذه الرواية الفجائعية، وقد آلمتني مرتين مرة عندما قرأتها وهي تشكل الموت والأنين والجنائز وصور العذاب، ومرة بصبري على قراءة أحرفها الصغيرة، وأذكر أنني خرجت من روايات عبده خال بروايات ذات طابع ملحمي تحمل في داخلها نفسًا جديدًا للرواية السعودية. مختتمًا بقوله: ولكم كانت فرحة الوسط الثقافي والأدبي بالمملكة بفوز رواية “ترمي بشرر”، وكل المثقفين والمثقفات يحتفلون بالمعرض الدولي للكتاب، وقتها أحسست وأنا أتجول في أروقة المعرض وساحاته كم كانت الكتب حبيبة ورائعة وماتعة، وأن هذه الكتب المصطفة على الأرض والتي نخلع عليها همومنا كم تثير فينا ضروبًا من العواطف والرؤى والانتصارات. عرض سيرة خال وكان حفل التكريم، الذي ترأسه الدكتور حسن النعمي، قد استهل بعرض مرئي لمسيرة عبده خال تم فيه سرد بعض من سيرته الذاتية، واستعراض لبعض إصداراته الأدبية، ثم كلمة الدكتور عبدالمحسن القحطاني رئيس مجلس نادي جدة الأدبي توجه فيها بالشكر لوزير الثقافة والإعلام على رعايته للحفل في سياق قوله: ماذا عساي أن أقول في ليلة جميلة أمامنا أديب شاعر كعبدالعزيز تتلقفه الجوائز من كل جانب لعل آخرها جائزة الإبداع الإعلامي التي لم توزع بعد وأمام مبدع هو عبده خال، ماذا عساي أن أقول عن عبده خال ولعل القراءات التي ستأتي ستكون أكثر عمقًا؛ ولكني سأتحدث عن البعد الإنساني لعبده خال والذي يسبح في ملكوته الخاص يدوزن آلامنا ويموسق لغتنا بلغة ندية. كما قدم الناقد علي الشدوي بعض القراءات النقدية لعبده خال تحت عنوان “الفنان وزمنه دعوة إلى إعادة قراءة عبده خال” واصفًا إياه بأنه ينتابه رعب الزحمة من حوله وهو الوحيد المنكفئ على نفسه الذاهب فجأة إلى قلب الضوء، مستعرضًا روايات خال الثلاث “العطر”، و”الموت يمر من هنا” و”الأيام لا تخبئ أحدًا”، مجريًا بعض المقاربات النقدية لمسيرته الأدبية والروائية. ومن جانبه وجه عبده خال في كلمته شكره لمعالي الدكتور خوجة على رعايته لحفل تكريمه واصفًا معاليه بأن اعتلاءه على الكرسي زاده تواضعًا، مشيرًا إلى أن فوز روايته يعد انتصارًا للحداثة بشكل عام، مضيفًا: عندما ذهبت إلى أبو ظبي كنت وحيدًا، وعندما تم الإعلان عن الجائزة كنت وحيدًا، أما الآن فأنا لست وحيدًا لأنني أحلق بكم. عقب هذه الكلمة من المحتفى به تسابق العديد من الأندية الأدبية الثقافية وبعض المؤسسات الثقافية والإعلامية وبعض الأفراد إلى تكريم خال.