تشهد أسواق الحطب في العديد من مناطق المملكة ارتفاعا في الأسعار مع موجة البرد القارس التي تجتاح المنطقة هذه الأيام فيما اقبل الأهالي والمتنزهون في ظل هذه الاجواء على شراء الحطب والفحم بكميات متفاوتة وذلك لأغراض التدفئة والطبخ سواء في المخيمات البرية أو في الملاحق الخارجية المضافة إلى أفنية المنازل. فيما يطالب الأهالي والمتنزهون بتدخل عاجل لمنع مثل هذا الاحتطاب الجائر قبل أن يقضي على الطبيعة البكر والبيئة الجميلة في الغابات والمنتزهات بالمنطقة التي تشتهر بالغطاء النباتي الكثيف الذي يواجه خطر التدمير من خلال شق الطرق والسماح بالمخططات السكنية والتوسع العمراني وشح المياه والحرائق الموسمية. وتضم منطقة الباحة اكثر من اربعين غابة ويوجد بها أشجار العتم والسدر والطلح التي تمثل المصدر الرئيسي لعمليات الاحتطاب ويؤكد المواطن علي الزهراني أن برودة الأجواء في المنطقة بشكل عام هي الموسم الحقيقي لرواج الاحتطاب وأن ظاهرة التدفئة بالفحم أخذت تنتشر أكثر وهي تتطلب عملية احتطاب مقننة لأنواع معينة من الأشجار كالسمر والقرض وذلك لإنتاج الفحم. وقد أخذت اسعار الحطب في الارتفاع المفاجئ مع حلول فصل الشتاء حيث وصل سعر السيارة إلى اكثر من 500 ريال وقد حذرت دراسة علمية من تفاقم ظاهرة الاستغلال الجائر للغطاء النباتي الطبيعي وآثارها السلبية الملحوظة على الأمن البيئي وأوصت بعدة حلول لمواجهتها . وهدفت الدراسة التي أجراها الباحث السعودي علي بن عبدالله الشهري إلى دراسة تطبيقية على منطقتي عسيروالباحة والتعرف على مخاطر الاستغلال الجائر للغطاء النباتي الطبيعي على الأمن البيئي والسبل المقترحة لتحجيم الظاهرة والحد من مخاطرها . وأظهرت الدراسة التي دعمتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أن الأسلوب الأكثر شيوعاً في وقوع حوادث الاعتداء على الغطاء النباتي الطبيعي في الفترة الزمنية المدروسة هو الحريق ويليه الزحف العمراني والزراعي ثم الاحتطاب والقطع وأخيراً رمي النفايات . وأوصت الدراسة بضرورة اتخاذ السبل الكفيلة للحد من هذه الظاهرة وتعاون جميع الجهات المعنية لمواجهتها . وطالبت الدراسة أيضاً بالعمل على إعادة تشجير المناطق الغابية المتدهورة بأنواع ملائمة بيئياً كالزيتون الذي أكد الخبراء المختصون جدواه في منطقة الدراسة بيئياً واقتصادياً وجمالياً وكذا صيانة المناطق ذات الغطاء النباتي الطبيعي وتفعيل دور المؤسسات التعليمية والتربوية من خلال تأهيل الكادر التعليمي بيئياً لرفع حسّه البيئي.