يحتفل بعض الناس في 14 فبراير من كل سنة ميلادية "بعيد الحب" ويتهادون الورود الحمراء ويلبسون اللون الأحمر،ويهنئون بعضهم بتبادل كلمات الحب والعشق والغرام في بطاقات التهنئة المتبادلة،وتقوم بعض محلات الحلويات بصنع حلويات باللون الأحمر وترسم عليها القلوب،وتعمل بعض المحلات إعلانات على بضائعها التي تخصّ هذا اليوم. وعيد الحب هو عيد وثني ليس من الإسلام لأنه يدعو إلى العشق والغرام،ويدعو إلى اشتغال القلب بمثل هذه الأمور التافهة المخالفة لهدي السلف الصالح رضي الله عنهم،ولم يعد يمر عيد الحب فى بعض الدول العربية مرور الكرام دون الاهتمام به،وتبدى بعض القنوات الفضائية اهتماما به خلال السنوات الأخيرة حيث يتبادل بعض الشباب التهاني.وعيد الحب أو يوم "القديس فالنتين" كما يحلو لبعض الأقباط نطقه يحتفل به أكثر البلاد الناطقة باللغة الانجليزية،وأصبح هذا اليوم مرتبطًا بمفهوم الحب الرومانسي الذي أبدع في التعبير عنه الأديب الانجليزي "جيفري تشوسر" في أوج العصور الوسطى التي ازدهر فيه الحب الغزلي،وعيد الحب من أعياد الرومان الوثنيين،إذ كانت الوثنية سائدة عند الرومان قبل ما يزيد على سبعة عشر قرنا،وهو تعبير في المفهوم الوثني الروماني عن الحب الإلهي. ولهذا العيد الوثني أساطير استمرت عند الرومان وعند ورثتهم من النصارى، ومن أشهر هذه الأساطير أن الرومان كانوا يعتقدون أن "رومليوس" مؤسس مدينة "روما"أرضعته ذات يوم ذئبة فأمدته بالقوة ورجاحة الفكر. علاقة القديس فالنتين بهذا العيد والقديس فالنتين اسم التصق باثنين من قدامى ضحايا الكنيسة النصرانية قيل إنهما اثنان وقيل واحد توفي في روما إثر تعذيب القائد القوطي "كلوديوس" له حوالى عام 296م وبنيت كنيسة في روما في المكان الذي توفي فيه عام 350م تخليدا لذكره،ولما اعتنق الرومان النصرانية ابقوا على الاحتفال بعيد الحب السابق ذكره لكن نقلوه من مفهومه الوثني إلى مفهوم آخر يعبّر عنه بشهداء الحب ممثلا في القديس "فالنتين" الداعية إلى الحب والسلام الذي استشهد في سبيل ذلك حسب زعمهم،وسمي أيضا ب "عيد العشاق" واعتبروا "القديس فالنتين" شفيع العشاق وراعيهم. وكانت في الماضي الرسائل المكتوبة بخط اليد هي المنتشرة في تبادل التهاني بهذا العيد، لتحل محلها بطاقات المعايدة التي يتم طرحها بأعداد كبيرة،والتي كانت سبباً في انتشار بطاقات المعايدة الموجودة حتى الآن،وقد تصل بطاقات المعايدة في أمريكا فقط للتبادل التهاني بهذا العيد إلى أكثر من بليون بطاقة تقريبًا، وهو ما يجعل يوم عيد الحب يأتي في المرتبة الثانية من حيث كثرة عدد بطاقات المعايدة التي يتم إرسالها فيه بعد عيد الميلاد،كما ينفق الرجال نصف ما تنفقه النساء على هذه البطاقات في الولاياتالمتحدةالأمريكية.والإسلام الذي يعلي من شأن الحب كمشاعر إنسانية سامية ليست فيه هذه الطقوس التي تحاصر الحب وتحوّله من قيمة إلى مسلك يرتبط بطقوس وثنية،.