يعيش نادي الطائف الأدبي في ظل إدارته الجديدة حالة من التعددية في فعالياته التي كانت القصة القصيرة المحور الرئيسي في الفعاليات، خاصة التي تنظمها لجنة «إبداع» بعدما عادت للركض في النادي بإشراف الدكتور عالي القرشي. ففي أمسية نظمتها اللجنة مؤخرا بعنوان «نقد القصة القصيرة» وقدمها الشاعر قليل الثبيتي، وهي الأمسية الأولى للجنة «إبداع» وقد بدأت بنبأ عودة أعضاء اللجنة والإقرار بتقديم دورية شهرية بعنوان «مجاز». أعلن ذلك الدكتور القرشي، ليترك الفضاء ممتد للشاعر قليل الثبيتي الذي تناول مراحل نقد القصة القصيرة عبر ثلاث مراحل، حيث لم يكن النقد للقصة في بداياته إلا عن طريق المقالة النقدية والتي تتناول قصة أو اكثر وهي رؤية أحادية من الكاتب، وفي تلك الفترة كانت القصة القصيرة ترتدي جلباب الإصلاح والوعظ ومحاولة بناء حياة جديدة، وبعد ذلك جاء محمد الشامخ ومنصور الحازمي وإبراهيم الفوزان، وتلك النماذج من القصص لم تنسلخ بعد من جلباب الوعظ وأيضا كانت ملتصقة في تلك المرحلة بالتراث، بعد ذلك جاءت المرحلة التي مثلها سحمي الهاجري الذي كان يشاطر الشامخ في وعظية التناول، وإن كان الهاجري علمي ومتعمق في رؤيته للقصة، فيما شهدت المرحلة ما بين 1405و 1420ه نقلة في القراءة وفي البناء القصصي من حيث التطوير والتغيير في لغة النص وفكرته والتناول لظواهر طفت وطغت على النسيج الاجتماعي، ليتوازن ذلك مع الأدوات النقدية الحديثة أو الحداثية التي كان أبطالها معجب الزهراني وسعيد السريحي وعالي القرشي وسعد البازغي ، وتطور النقد والرؤية الحقيقية للقصة أكسبها حلة جديدة لتظهر برداء الإيحاء واللغة التي تخاطب العقل والوعي الإنساني والاجتماعي وأيضا تمثل الهوية كما يرى سعد البازعي.