اعتبر الدكتور نصر فريد واصل مفتى مصر الأسبق القول بأن الهيروين والحشيش والمخدرات ليسا حراما والتذرع بعدم وجود نص صريح بتحريمها دعوة لتشجيع الفجور والفسق والرذيلة والإباحية. وأشار فضيلته إلى أن جميع المذاهب الإسلامية تؤكد على تحريم المخدرات لأنها تؤدي إلى الإضرار بدين المرء وعقله وجسده الذي هو أمانة، وقال فضيلته: القرآن الكريم يؤكد على ذلك في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون) والخمر تندرج تحتها المخدرات التي هي أكثر فتكاً بالإنسان من الخمور، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كل مسكر خمر حرام) فالخمر هو كل ما خامر العقل وكل المخدرات مسكرة والدين الإسلامي رفض رفضاً باتاً كل ما يمس عقل الإنسان وسلامة صحته، والقرآن الكريم والسنة النبوية تؤكد ذلك حيث نجد أن الله سبحانه وتعالى أنزل في كتابه الكريم الكثير من الآيات القرآنية التي تمنع الخمر وتبعد الناس عنها، والشريعة الإسلامية سبقت جميع القوانين الحديثة في تحريم المخدرات، وهناك إجماع من علماء المسلمين على حرمة المخدرات على الرغم من أنه لم يرد في القرآن الكريم ذكر صريح للمخدرات. إلا أن العلماء المسلمين استندوا في التحريم على آيات عديدة، تفيد معانيها بتحريم المخدرات منها قوله تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً) وقال تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) وضرر المخدرات معروف للجميع. ولا يقتصر تحريم المخدرات في الإسلام على تعاطيها، وإنما التحريم يشمل بيعها وإنتاجها وزراعتها والترويج لها. وختم واصل بالقول: هدف الدين الإسلامي تنظيم الحياة الإنسانية ووضعها داخل منهج عملي من أجل الرقي بالجنس البشري إلى أعلى المراتب وصولاً إلى سعادة الدنيا والآخرة والبعد عن كل ممن شأنه أن يحقر النفس البشرية ويؤدي بها إلى التهلكة، وهنا تتجلي عظمة الدين الإسلامي الذي جعل المحافظة على النفس البشرية من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية،فحذرنا من الاقتراب من دائرة المحرمات والابتعاد عن دائرة الشبهات، لأن الخمور والمخدرات والتدخين تؤدي لهلاك المجتمع واقتصاده، وان تلك الدعوى هي تشجيع على الفجور والفسق والرذيلة والإباحية.