امتدح ابو بكر القربي وزير الخارجية اليمنية برنامج المناصحة السعودي الذي يقدم المشورة للمتشددين ويعمل على دمجهم في المجتمع، وقال فكرة روّج لها اليمن في بادئ الامر لكنه الآن انه يفتقر للموارد لتنفيذها. فيما يعقد اليوم فى العاصمة البريطانية مؤتمر لندن لبحث الأوضاع فى اليمن، وسط التفاف عربي كامل حول صنعاء للتأكيد على الرفض المطلق لإرسال قوات أجنبية لمساعدة الجيش اليمني فى حربه ضد الإرهاب، وأيضا على أهمية معالجة المشكلات التنموية والاقتصادية باعتبارها كفيلة بمساعدة اليمن على الخروج من أزماته، كما اكد علي محمد مجور نائب الرئيس اليمني. وقال القربي لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) : إن اليمن بحاجة الى دعم لوجيستي في حربه ضد القاعدة لكنه لن يسمح بعمليات أجنبية مقنّعة على أرضه. واستبعد القربي في حديثه السماح بوجود قاعدة للجيش الامريكي على ارض اليمن او السماح بعمليات أجنبية مستترة في البلاد، وقال القربي في الحديث الذي أذيع امس : "سنقوم بذلك بأنفسنا. لماذا نحتاج الى جنود من الخارج ليقاتلوا بينما نستطيع ان نقاتل بأنفسنا؟" وصرح بأن الحكومة أخطأت حين سمحت بتدخل أجنبي عام 2002 حين قتل هجوم صاروخي امريكيا زعيما للقاعدة يشتبه انه العقل المدبر وراء الهجوم الانتحاري على المدمرة الامريكية كول عام 2000، وأضاف القربي "ثبت ان ذلك خطأ جسيم ولذلك لا نريد تكراره. علينا ان نفعل ذلك بأنفسنا ومن يردْ المساعدة فعليه أن يدعمنا." ويقول مسؤولون أمريكيون في مجال الدفاع ومحاربة الارهاب : إن واشنطن تقدم في صمت معدات عسكرية ومعلومات مخابراتية وتدريبا لليمن للقضاء على معاقل مشتبه بها للقاعدة. ورفض القربي أي تلميح بأن بلاده سمحت للقاعدة بالانتشار حين رفضت من قبل التصدي لمتشددين، وقال : "اليمن تعامل دوما مع القاعدة. ولا يعني وجود فترة من عدم المواجهة ان اليمن لا يقاتل القاعدة لاننا نقاتلها من خلال الحوار ومن خلال سبل مختلفة كثيرة." في حين رأى علي محمد مجور نائب الرئيس اليمني الذي وصل أمس إلى لندن على رأس وفد رفيع أن اجتماع لندن يشكل مرحلة مهمة في إطار الشراكة التي يحرص اليمن على تأسيسها، وأوضح ان أهداف اجتماع لندن واضحة كل الوضوح ولا تحتمل التأويلات فأشقاء اليمن وأصدقاؤه حريصون من خلال الاجتماع على دعم خيارات اليمن في التنمية ومحاربة الإرهاب، ويدعمون حقه في حفظ أمنه وحماية ثوابته الوطنية وفي مقدمتها الوحدة والديمقراطية والنظام الجمهوري، وأضاف مجور انه سيقدم تصورا كاملا الى الاجتماع بشأن أولويات اليمن التنموية ورؤيته بشأن مواجهة ظاهرة التطرف والإرهاب بمختلف إشكالها وآليات التعاون الملائمة لتعزيز الجبهة العالمية لمناهضة الإرهاب. وكان رئيس الدائرة السياسية للمؤتمر الشعبي الحاكم في اليمن عضو مجلس الشورى عبدالله أحمد غانم أكد أن مساعدة اليمن على تطوير إمكانياتها في مجابهة الإرهاب وفي مكافحة العناصر الارهابية المنتمية إلى تنظيم القاعدة تعد أبرز القضايا المطروحة على أجندة مؤتمر لندن، أما المحاذير فقد أصبحت معروفة ويخشاها كل اليمنيين وهو أن ينتج عن هذا المؤتمر ما يشير إلى تدخل عسكري مباشر من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية أو بريطانيا أو أية قوة غربية أخرى، فهذا التدخل المباشر لن يساعد اليمن ولن يؤدي إلا إلى تسهيل مهمة القاعدة بين أوساط العاطلين عن العمل، وأضاف لن تطرح أمام مؤتمر لندن إلا المواضيع المرتبطة بالقاعدة فقط، أما مواضيع الحوثيين والحراك الانفصالي وغير ذلك من القضايا فلن تعرض. من جانبه .. قال مصدر بالخارجية المصرية: إن الوزير أحمد أبوالغيط سوف يتوجه إلى لندن فى المشاركة فى المؤتمر ليعرض رؤية القاهرة حول أفضل السبل لمساعدة اليمن على تجاوز أزماته السياسية والأمنية. وأضاف المصدر في تصريح ل " المدينة " أن هناك التفافا عربيا كاملا حول اليمن فى هذا المؤتمر، حيث سيؤكد وزراء الخارجية المشاركون فيه على الرفض المطلق لفكرة إرسال قوات أجنبية تحارب إلى جانب القوات اليمنية. وأشار المصدر مجددا إلى أن الجانب العربي سيؤكد للأطراف المشاركة فى المؤتمر وخاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا أن الدعم الذى يمكن أن يرحب به الجانب العربي لليمن هو الدعم اللوجيستى والتعاون المعلوماتى والاستخباراتى، كما سيدعون إلى التركيز على النواحى التنموية والاقتصادية باعتبار أنها كفيلة بحل المشاكل التى يعانيها اليمن، وأن أى دعم فى هذا الإطار سوف يساعد اليمن على الخروج من أزماته. من جانبه نفى وزير الإعلام اليمني حسن اللوزي وجود مخاوف لدى بلاده من مؤتمر لندن وقال في تصريحات للصحفيين عقب اختتام الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء الإعلام العرب بالقاهرة" إنه لا صحة لهذه المخاوف ، بل هناك مبالغات في بعض الكتابات وفي بعض التحليلات في هذا الشأن. وأعرب عن تفاؤله بأن مؤتمر لندن سيكون ناجحا مائة في المائة ، وسيأتي لدعم قدرات الدولة اليمنية وقدرات القوات المسلحة والأمن ، لكي تستطيع أن تؤدي دورها ومهامها في مقارعة الإرهاب ومكافحته وتعزيز الأمن والاستقرار ، لتتحقق المناخ المطلوب لمواصلة عمليات البناء والتنمية.