كان بإمكان الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة أن يرد بأسلوب دبلوماسي أو بإجابة تضليلية، كما يعمد بعض المسؤولين حينما تحاصرهم أسئلة الإعلاميين ببعض الحقائق المرّة.. وكان بإمكان الأمير أن يتجاهل السؤال.. ولكنه بحكمته وموضوعيته وشفافيته رد بكل ثقة على سؤال صحفي عن مستوى أداء الأجهزة الحكومية في جدة قبل وبعد الأمر الملكي الخاص بكارثة السيول، فقال بالحرف الواحد: «كان الأداء قبل الأمر الملكي لا بأس به، وبعد الأمر الملكي جيد جداً». * لله درك يا خالد على هذه الإجابة التي ترسّخ خطاك الواثقة باتجاه العالم الأول.. وشكراً لك على هذه الشفافية التي يتعمد غيرك من المسؤولين تحاشيها، وتسطيح المتلقين، والاستهتار بمشاعر الآخرين، وإخفاء الحقائق التي لا يمكن أن يحجبها غربال التقصير والفساد. * تساقطت الرؤوس، وتهاوى ضعاف النفوس عند أقدام اللجنة الملكية.. وبدأت الأمور تستقيم في كثير من الجهات بعد أن عمتها الفوضى الإدارية والبيروقراطية ومؤشرات الفساد والرشاوى عبر تراكمات السنين الماضية، وأصبح المواطن يلمس بوضوح في جدة هذه الأيام اختلافاً كبيراً في أسلوب التعامل، وإنجاز المعاملات في كثير من الدوائر، حتى أصبح كل موظف يشعر أن عضوًا من لجنة تقصي الحقائق يقف على رأسه!! * في جدة لا حديث للموظفين إلا لجنة التحقيق.. موظفون كثر باتوا في حالة من الهوس والتفكير الدائم.. يضعون يدهم على قلوبهم توجساً وخيفة من أن تطالهم المساءلة.. في إدارات معينة أصبح الكل يفتش في ماضيه وحاضره عن خطأ اقترفه، أو زلّة وقع فيها.. يسترجعون العطايا والهبات والهدايا التي حصلوا عليها.. ويتساءلون هل لازالت هناك ذاكرة تستوعبها، وهل يمكن إيصالها للجنة؟! انهم يفكرون ملياً كيف سيكون الخلاص لو حدث ذلك؟!! * في نظري لو أن إدارة صندوق إبراء الذمة نشطت إعلامياً وإعلانياً هذه الأيام لزادت إيراداتها فقد بدأ الضمير يصحو عند الكثير.. ورب ضارة نافعة. ويأبى الله إلا أن يحق الحق.. ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله.