(مشروعات عاجلة بتكلفة (7) مليارات ريال لاحتواء مشكلة الصرف الصحي الحرجة في جدة) هذا عنوان خبر نشرته جريدة الشرق الأوسط يوم الاثنين 4/5/1425ه الموافق 21/6/2004م، وفي تفاصيل الخبر، ان مسؤولاً في وزارة المياه قال (إن الوضع الحرج للصرف الصحي في مدينة جدة دفع بتعجيل تنفيذ عدة مشاريع في وقت واحد بمبلغ (7) مليارات ريال، موضحًا أنه يأمل أن تكتمل هذه المشروعات بحلول عام 2010م، وها نحن على أعتاب عام 2010م وما زالت مشكلة الصرف الصحي في مدينتنا المظلومة تسير من سيئ إلى الأسوأ، وخلال تلك السنوات منذ تصريح المسؤول إلى الآن، وأهالي جدة يحقنون بالمخدر الموضعي كلما سأل أحدهم عن مصير تلك المشروعات ومتى ستنتهي، إلى أن فاجأنا سيل الأربعاء الفاجعة في يوم 8/12/1430ه الموافق 25/11/2009م، ليكشف لنا المستور ويعلن الحقائق، ويفضح المقصرين والمتهاونين، حيث نزلت الكارثة على أهالي جدة فجرفت السيول المنازل التي أمامها في بطون الأودية بما فيها من الشيوخ والأطفال والنساء، وتحولت الشوارع إلى بحار عائمة تطفو فوقها السيارات بأنواعها وأحجامها كعلب كبريت صغيرة تتقاذفها السيول بعد أن أغرقت ما بداخلها من البشر، مشاهد مروعة كأهوال يوم القيامة!! لم تقتصر آثار السيل على ما أسمته أمانة جدة بالمناطق العشوائية، وإنما شمل أكبر وأحدث مشروع في شوارع جدة وحوله إلى بحر متلاطم تسبح فيه السيارات وتموت فيه الأنفس البريئة، وهو نفق الملك عبدالله الذي لم يكمل عاماً واحدًا منذ انجازه، لقد داهم مدينتا ذلك السيل ليقول للأحياء الذين لم يتمكن منهم.. اسألوا صاحب ذلك التصريح أين ذهبت (7) مليارات ريال التي اعتمدت ووعد ذلك المسؤول بصرفها على مشاريع الصرف الصحي التي ستكتمل بحلول عام 2010م؟؟ نحن الآن على أعتاب 2010م، ولا يفصلنا عنه سوى بضعة أيام ولم يتغير شيئ في احتواء مشكلة الصرف الصحي وتصريف الأمطار!! وقال مسؤول آخر في نفس الخبر (ستستخدم أفضل أنواع المواسير الفخارية الصينية الصنع في التمديدات الأرضية وهي من أجود الأنواع المستخدمة في العالم ويتجاوز عمرها التقديري نحو مائة سنة وتبلغ تكلفتها 30% من المبلغ بينما تبلغ تكلفة الحفر والدفن 70%) السؤال الثاني، هل تم شراء تلك المواسير وتم الحفر لها ودفنها وتركيبها؟! إذا كانت الإجابة بنعم، فهل تحول عمرها التقديري من مائة سنة إلى خمس سنوات فقط؟!! وإذا كانت الإجابة بلا، فما هو مصير ال (7) مليارات ريال، أين اختفت؟ بل أين ذهبت؟ وإلى أي رصيد أودعت؟؟؟ أرجو أن تدرج هذه الأسئلة وغيرها على أجندة لجنة التحقيق التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله، ليتم توجيهها إلى الضالعين في التهاون والتقصير سواء كانوا على رأس العمل أم غادروه، فمليكنا المفدى أصدر أمره الذي أثلج صدور المواطنين، وخفف من مصاب المكلومين والمتضررين، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، جدير بثقة ولي الأمر في تقصي الحقائق ومعاقبة المتسببين أياً كانت أشخاصهم أو مناصبهم، فكلنا تحت القانون، وكلنا نطالب بما قاله مليكنا حفظه الله في خطابه في مجلس الشورى يوم الأحد 27/3/1428ه عندما قال رعاه الله ((من حقكم أن أضرب بالعدل هامة الجور والظلم))