ضاق الخناق على أودية جدة التي كانت مسرحًا كبيرًا لتصريف سيول الامطار من الشرق الى الغرب في محافظة جدة وهي وادي غليل ووادي مريخ ووادي بريمان واخيرًا الكراع الذي يصب في شرم ابحر، وقد تعرض مسار هذه الاودية عبر حقبة من الزمن الماضي الى تعديات ليس على المستوى غير النظامي بل وحتى النظامي حيث اقيمت على هذه الاودية مخططات نظامية وبتصاريح من البلديات وبيعت كاراضٍ سكنية على المواطنين وقامت امانة جدة بوضع مسار ضاق عما اعتاد السيول الجريان فيه مما هدد الاحياء بكارثة الاربعاء الحزين ولا زالت هذه الاودية تهدد ما لم يتم اعادة مسارها الى وضعه الصحيح، وهذه الاودية هي: وادي غليل: يعتبر وادي غليل اكبر الاودية في محافظة جدة وهو مسار السيول من الجبال في شرق جدة باتجاه البحر من جهة الجنوب ويمر عبر معظم الاحياء الشعبية والجديدة مثل حي غليل والنزلة والصناعية والمستودعات وحي الامير فواز وسبق ان تسبب في غرق حي الامير فواز قبل عدة سنوات عندما كان اللواء سعد التويجري آنذاك مدير للدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة وبذل وقتها جهودًا كبيرًا لاخراج الاهالي من منزالهم حتى تم فتح سدود داخل الحي الذي يقع في وسط وادي لتصريف المياه. وادي مريخ: وهو الواد الذي يعتقد الكثير بأنه هو سبب كارثة سيول الاربعاء الماضي وهو ثاني اكبر الاودية في حجمه وخطورته وقد تسبب في سيل كبير الاربعاء الماضي بعدما قطعت طرقه واغرق احياء قويزه والجامعة مرورًا بطريق الملك عبدالله والمطار القديم وبني مالك وادى الى اغراق نفق طريق الملك عبدالله الذي لم يمضِ على انشائه اكثر من عامين. وادي بريمان: والذي يمتد من أقصى الشمال الشرقي قاطعًا مسافة لا تتجاوز 30 كلم باتجاه الجنوب الغربي لكنه ينقسم قبل أن يصل إلى احياء جدة الى قسمين أحدهما يتجه الى احياء بريمان، المروة، النزهة. ويتجه القسم الثاني الى احياء الصفا، الرحاب، بني مالك، مرورًا بشارعي الأمير محمد بن عبدالعزيز «التحلية» وفلسطين كمنافذ ظاهرة لمسيرته، وفي عام 1417ه تسبب في سيل عارم شق طريقه عبر شارع حراء واغرق ميدان الجواد الابيض، والتي على اثرها قامت امانة جدة بعمل تصريف كبير في الميدان تحسبًا لسيول اخرى. وادي كراع: يعتبر من اكثر الأودية جريانًا في جدة في العقدين الماضيين، ويقع في أقصى الشمال من مدينة جدة ويصب في شرم ابحر وفي الاونة الاخيرة اقيم على جانبي الوادي مخططات سكنية وتم تضييق الوادي الى اقل من 30% من مساحته الاجمالية، وطريقه احياء الحمدانية، الرحمانية، شمال مطار الملك عبدالعزيز الدولي، والمحمدية، وسيول الاربعاء الماضي كانت شاهدًا على ضيق المساحة التي اعطيت حيث لا زال حتى هذه اللحظة فائضًا بالمياه خارج مجراه الذي حدد له ويمكن مشاهدة سيوله للممغادرين على طريق المدينة شمالا قبل محطة الرحيلي، وقد غمرت مياهه مجراه الحقيقي الذي تحول الى مخطط سكني.