اكد رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان امس ان اقتصاد الامارات "بخير"، وذلك بعد ايام من طلب حكومة دبي تجميد الاستحقاقات المالية لديون مجموعة دبي العالمية ما اثار مخاوف اقليمية وعالمية. وبينما تابعت سوقا الامارات الماليتان تراجعهما لليوم الثاني على التوالي، قال الشيخ خليفة بمناسبة العيد الوطني لاتحاد الامارات العربية المتحدة "نود ان نطمئن الجميع ان بلادنا اليوم اقوى واحسن حالا وأن اقتصادنا بخير ومجتمعنا في خير ومسيرتنا الى خير". وفي وقت تتطلع فيه الاسواق الى مدى التزام الاتحاد الاماراتي، وامارة ابوظبي الغنية بالنفط تحديدا، في مساعدة دبي على الخروج من مصاعبها المالية، شدد الشيخ خليفة، وهو ايضا حاكم ابوظبي، على الالتزام المطلق بصون الاتحاد الذي تأسس عام 1971 ويضم ابوظبيودبي والشارقة وعجمان وام القيوين ورأس الخيمة والفجيرة. وقال في هذا السياق "عندما يتعلق الامر بما اودعه لنا الآباء المؤسسون من امانة فنحن لا نتردد ولا نجامل ولا نتهاون وبهذا نصون اتحادنا وندافع عن هويتنا ونحمي دولتنا". ووجه تحية "تقدير" الى حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم الذي يشغل ايضا منصبي نائب رئيس الدولة ورئيس الوزراء. وهو اول كلام رسمي لرئيس دولة الامارات منذ اعلان حكومة دبي الاربعاء الماضي انها طلبت تجميد استحقاقات ديون مجموعة دبي العالمية التي تملكها، ما تسبب بصدمة في الاسواق المحلية والعالمية وزاد المخاوف ازاء قدرة الشركات التابعة لحكومة دبي على سداد ديونها البالغة عشرات مليارات الدولارات. واكد الشيخ خليفة ان "الازمة المالية العالمية على قسوتها لن تكون سببا يدعونا للتردد او التراجع، ولا مبررا يدفعنا الى اليأس او التراخي، فنحن على ثقة بقدرة شعبنا ومصادر قوتنا وسنستمر بثبات واصرار في تنفيذ ما تبنينا من استراتيجيات وما رسمنا من خطط وما بدأنا من مشاريع". وقال ايضا "لقد تمكنا من تجاوز المرحلة الاصعب من الازمة وقد اخذت مؤشرات الحركة الاقتصادية لمعظم القطاعات في النمو صعودا تدريجيا بداية من الربع الاخير للعام الحالي". واعتبر رئيس دولة الامارات ان "التحولات" في الاقتصاد الاماراتي "تؤسس لنموذج اقتصادي جديد قادر على الانتقال بنا تدرجا من مرحلة العمالة الكثيفة الى مرحلة جديدة قوامها صناعات واعمال عالية التقنية كثيفة رأس المال اساسها المعرفة والتكنولوجيا المتقدمة والوعي البيئي". واعتبر ان "نجاح النموذج الاقتصادي الجديد يتطلب منا رؤية شمولية واضحة وترتيبا محكما للاسبقيات والاستمرار في اصلاح السياسات الاقتصادية والمالية والائتمانية والسياسات الحاكمة لسوق العمل وتأكيد وحدة هذا السوق على امتداد الوطن وعدم تجزئته". ودعا سموه إلى طرح مزيد من المبادرات لتعبئة الطاقات الوطنية الشابة والارتقاء بقدراتها واستنهاض قيم العمل فيها ووضع الشباب في صلب العملية التنموية وتفعيل قوى المجتمع كافة. وأكد سموه المضي في تحديث المؤسسات وإعادة هيكلية الممارسات بما يحقق الطموح بالعيش في مجتمع يسوده العدل والمساواة مجددا حرص بلاده على الالتزام بمبادئها في التعايش السلمي والاحترام المتبادل والتوازن ، مثمنا في الوقت ذاته الاصطفاف الخليجي والعربي والإسلامي وراء الحق المشروع لدولة الإمارات العربية المتحدة في جزرها الثلاث المحتلة «طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى». وأكد سمو الشيخ خليفة بن زايد أن دولة الإمارات تسعى إلى توثيق أواصر التعاون بين دول مجلس التعاون والدول العربية والإسلامية والتكتلات الاقتصادية مبرزا إيمان بلاده بضرورة وأهمية مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجدواه السياسية والأمنية والاقتصادية مشددا على أن الإمارات ستعمل على أداء دورها في دفع مسيرته وتفعيل منظومته والالتزام بقراراته.