يعد مسجد الخَيف من أبرز المساجد التاريخية في المملكة وسمي الخيف بفتح الخاء وسكون الياء، نسب إلى ما انحدر عن غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء، ولهذا كان سمّي مسجد الخيف ويقع في سفح جبل منى الجنوبي قريبًا من الجمرة الصغرى وتوجد فيه بصفة دائمة أعداد كبيرة من الحجاج، وفي فضل هذا المسجد روى الإمام البيهقي عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- أنه قال: صلّى في مسجد الخيف سبعون نبيًّا. ومسجد الخيف هو مصلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم في منى: وحدد مكان صلاته عليه الصلاة والسلام في مسجد الخيف لدى الأحجار التي بين يدي المنارة وهي موضع مصلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد كان هذا معروفًا في القبة التي في وسط المسجد، التي هدمت لدى تجديده، يقول العلامة الأزرقي -رحمه الله تعالى- وقال جدي عن عبدالمجيد عن ابن جريج، عن إسماعيل بن أمية، إن خالد بن مضرس أخبره: أنه رأى أشياخًا من الأنصار يتحرون مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام المنارة قريبًا منها. ويضيف العالم الأزرقي قال جدي: لم نزل نرى الناس وأهل العلم يصلون هنالك، ويقال له: مسجد العيشومة، فيه عيشومة خضراء في الجدب، وفي الخصب بين حجرين من القبلة وتلك العيشومة قديمة لم تزل هناك، وعن ابن جريج، عن إسماعيل بن أمية، أن خالد بن مضرس أخبره أنه رأى أشياخًا من الأنصار يتحرون مصلى النبي صلى الله عليه وسلم أمام المنارة قريبًا منها. ويمثل مسجد الخيف كأحد المساجد التاريخية في الإسلام علامة بارزة في مشعر منى، وتمت توسعته وإعادة عمارته في سنة 1407ه بتكلفة 90 مليون ريال وفيه أربع منائر وهو مكيف ب 410 وحدات تكييف، كما تساعد على تلطيف الهواء في المسجد 1100 مروحة، ويليه مجمع دورات المياه ويوجد فيه أكثر من ألف دورة مياه وثلاثة آلاف صنبور للوضوء، وتأتي هذه الخدمات لهذا المسجد لتوافد الناس كما أشرنا للصلاة فيه، وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (صلى في مسجد الخيف سبعون نبيًّا منهم موسى كأني أنظر إليه وعليه عباءتان قطوانيتان وهو محرم على بعير من إبل شنوءة مخطوم بخطام ليف له ضفيرتان. ويقول يزيد بن الأسود عن أبيه شهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم حجته (ويقصد حجة الوداع) وهي الحجة الوحيدة له عليه أفضل الصلاة والسلام، فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخيف. وصلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء من قبله، وكان هذا المسجد موضع اهتمام وعناية خلفاء المسلمين على مر التاريخ، ويتسع لأعداد كبيرة من المصلين، ويجد الرعاية والاهتمام كبقية بيوت الله تعالى في المملكة.