أكد صاحب السمو الملكى الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة أن الأمة الإسلامية لايجب أن تغيب عن مشهد المعاصرة بل عليها أن تستأنف دورها فى صنع الحضارة الإنسانية وهذا يقتضى المزيد من الإهتمام بالتنمية البشرية والانطلاق بتعليم شبابنا إلى آفاق العصر وعلومه وتقنياته جنباً إلى جنب مع الاهتمام بعلومنا الشرعية والتمسك بدستورنا الإسلامى الكتاب والسنة ، وقال سموه فى كلمة له خلال افتتاحه فعاليات أعمال مؤتمر مكةالمكرمة العاشر نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي بعنوان مشكلات الشباب في عصر العولمة خلال الفترة من الرابع حتى السادس من شهر ذي الحجة الحالي بمقر رابطة العالم الإسلامي بأم الجود بمكةالمكرمة بمشاركة عدد من العلماء والمفكرين وأساتذة الجامعات الإسلامية يسعدنى أن أنقل لكم تحيات سيدى خادم الحرمين الشريفين الذى شرفنى يحفظه الله –بالإنابة عنه فى مؤتمركم الموقر وأن أرحب بالضيوف الأكارم على أرض المملكة العربية السعودية التى شرفها الله بخدمة الإسلام والمسلمين وشرح صدرها وحماها بكتابه الكريم وسنة نبيه المطهرة ووفقها إلى بذل كل عنايتها وتسخير إمكاناتها لتطوير الحرمين الشريفين ،والمشاعر المقدسة والخدمات العامة على النحو المشهود عاماً بعد عام وتذليل رحلة ضيوف الرحمن كي ينصرف كل مسلم إلى أداء نسكه لربه كما أمر فى حال من كفاية الخدمات والأمن والطمأنينة وبما يحقق المقاصد الشرعية للحج فى جمع كلمة المسلمين وتوحيد صفهم وتفعيل التعاون بينهم على البر والتقوى ، وقال سموه : حسناً فعلت رابطة العالم الإسلامى بأن طرحت مشكلات الشباب المسلم فى عصر العولمة موضوعاً لهذا المؤتمر فهم يشكلون غالبية المجتمع المسلم وعليهم تنعقد الآمال فى غد أفضل ، ومع أن غالبية شبابنا ولله الحمد يشقون طريقهم على جادة الصواب ، إلا أن البعض يتعرّض للانحراف إما بالانسلاخ من عقيدته التى هى أساس وجوده وإما إلى حبائل الفكر الضال وجرائم الإرهاب . وأضاف سموه: نظراً لخطورة هذه الانحرافات –وغيرها- على حاضر المسلمين ومستقبلهم فإن علماء الأمة الإسلامية ومفكريها الراسخين فى العلم ومؤسساتها المتخصصة مدعوون لمقاومة هذا الفكر المنحرف وصُناعه وحماية المجتمعات الإسلامية من وباله ووقف مدّه بين الشباب ومواجهة الخطر المضاعف على الأمة الإسلامية فى هذه المرحلة الحجة حيث اجتمعت على الإسلام والمسلمين عداوة فى الخارج تسخر آلياتها السياسية والإعلامية لتشويه صورتنا لدى الآخر واستعدائه علينا على خلفية أعمال غير مسؤولة من قلة تنتمى إلينا وهى بعيدة كل البعد عن صحيحح منهجنا ، ولاتزال الأمة الإسلامية تدفع ثمناً فادحاً جراء أحداث الحادى عشر من سبتمبر ، ومع كل إرهاب جديد تخسر المزيد ، أما عداوة الداخل – وهى الأخطر فتمثل فى محاولات اختطاف وسطية الإسلام واعتداله من عصابات الجهالة التى تدعو للجمود خوفاً من كل جديد أو إلى التحرر المطلق دون النظر إلى ضوابط العقيدة ومن عصابات الإسلام المسيّس التى تنشد السلطة ولو على جماجم المخدوعين ودماء الأبرياء . وقال الأمير خالد الفيصل : وعلى الرغم من أن المملكة العربية السعودية قد قامت على الإعتدال وحققت وجودها تحت راية الإسلام فقد عانت كثيراً من هذا الفكر المنحرف المُسيَّس الذى وفد إليها مندساً ولكنها قطعت – ولله الحمد – شوطاً بعيداً فى تجفيف الساحة الداخلية منه ، وسدّت الطرق أمام كل خططه وحين انطلق الخوارج مؤخراً من أرض اليمن الشقيق يهاجمون حدودنا الجنوبية ويستولون على أرضنا ويقتلون ويجرحون العُزال من أبنائنا ويحاولون ترويع الآمنين ، وقف السعوديون جميعاً – مدنيين وعسكريين – وقفة رجل واحد – وسط تأييد عربي وإسلامي ودولي – فى وجه العدوان ورد الله كيد الخوارج فى نحورهم ،، وقال سموه: فى عالم السماوات المفتوحة وماتتدفق به تقنيات الاتصالات المتجددة لايستطيع أحد – ولا من صالحه – أن يتقوقع على نفسه منعزلاً عما يجرى فى العالم حوله والأمة الإسلامية لايجب أن تغيب عن مشهد المعاصرة بل عليها أن تستأنف دورها – مجدداً- فى صنع الحضارة الإنسانية وهذا يقتضى المزيد من الإهتمام بالتنمية البشرية والانطلاق بتعليم شبابنا إلى آفاق العصر وعلومه وتقنياته جنباً إلى جنب مع إهتمامنا بعلومنا الشرعية والتمسك بدستورنا الإسلامى الكتاب والسنة ،، ولايعيبنا أن نأخذ ونطبق ونطوّر من علوم الآخر وتقنياته مايوافق منهج الوسطية فى الإسلام ونرفض مادون ذلك بل العيب أن ظل هكذا لانبادر ولانقبل المبادرة ،، ثم ألقى رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور أحمد بن نافع المورعي كلمة اللجنة العلمية أوضح فيها ان المشكلات التي تواجه الشباب في هذا العصر الذي برزت فيه تيارات ثقافية و اجتماعية غريبة على المجتمع المسلم . وأكد الدكتور المورعي انه لابد من تضافر جهود المجتمعات المسلمة ومؤسساتها الدينية والثقافية والاجتماعية والتربوية والتعليمية والإعلامية لعلاج المشكلات التي تواجه الشباب وحمايتهم من التحديات الفكرية والسلوكية السلبية التي وفدت إلى المجتمعات الإسلامية مع تيارات العولمة. بعد ذلك ألقى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله التركي كلمة عبّر فيها عن سعادته بعقد هذا المؤتمر الذي يجتمع به ثلّة من أولي العلم والبحث في الشأن الإسلامي العام ، لمدارسة قضية من القضايا ذات الصلة بواقع الأمة ومعالجة مشكلاتها . وبيّن أن موضوع هذا العام هو " مشكلاتُ الشباب في عصر العولمة " موضحاً أن قضايا الشباب ومشكلاتِهم ، تتصدر الأعباءَ التي تؤرق المسؤولين في البلدان العربية والإسلامية على وجه خاص ، لتميّزها بنسبة عالية من الشباب