رغم أن النصر كان الأكثر إنفاقًا من بين أندية دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، في الميركاتو الصيفي الأخير، إلا أن الفريق يعاني وينزف النقاط من مباراة إلى أخرى، فضلًا عن وداع دوري أبطال آسيا على يد الغريم التقليدي فريق الهلال. بإجماع كل النقاد والمتابعين، فإن النصر أنفق الملايين في غير محلها، عندما ركض وراء صفقات لا يحتاجها، وتجاهل مراكز كان الفريق في أمس الحاجة إليها، وعلى سبيل المثال لا الحصر، أن النصر حتى الآن يعاني من ضعف مركز الظهير الأيسر، وكذلك عدم وجود صانع ألعاب بالمعنى الحقيقي منذ إصابة بيتي مارتنيز. وأما المشكلة الأخطر التي تهدد تماسك الفريق في الوقت الحالي، التلاسن بين اللاعبين من خلال التصريحات التليفزيونية، أو عبر منصات التواصل الاجتماعي، مما يؤكد أن النصر يعاني من خلل ما يؤثر على الفريق داخل الملعب. ولعل ما أثاره البرازيلي آندرسون تاليسكا محترف النصر من أزمة يكشف المستور في كواليس الفريق، كما فقد النصر نقطتين جديدتين، بالتعادل أمام الفيحاء أمس الأول في ختام الجولة العاشرة من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، لتلوح أزمة كبيرة في أفق النادي. أشعل عبدالفتاح عسيري لاعب النصر، شرارة الأزمة الأولى، بتصريح غريب قال فيه: «إن مدربي فريقه يفضلون اللاعب الأجنبي على المحلي»، وذلك تعليقاً على قرار المدرب بيدرو مانويل على قرار استبداله أمام الفيحاء، وقال عقب المباراة: «أنا جاهز 100%، وأتعجب من خروجي في بداية الشوط الثاني». وتابع: «دائما ما يحظى اللاعب الأجنبي بفرصة إضافية عن اللاعب المحلي، كما أن كل الانتقادات توجه له بخلاف الأجنبي، ولا أقصد مباراة اليوم، لكن حديثي بشكل عام». أثار هذا الحديث غضب البرازيلي تاليسكا، ورد على الفور عبر حسابه الشخصي على تويتر «إذا أردت اللعب لمدة 90 دقيقة فعليك أن تتدرب وتكرس نفسك لهذا النادي، ولا تتظاهر بالإصابات حتى لا تلعب بعض المباريات، لأن النادي يمر بلحظة سيئة»، وأضاف: «احترمنا نحن الأجانب الذين نعمل هنا يومًا بعد يوم لإعطاء هذا النادي الأفضل!». وتابع تاليسكا: «يجب احترام المدرب الذي يكرس جهوده لمساعدتنا بنسبة 100%، حان الوقت لنا جميعًا أن نصمت، ونعمل بجدية أكبر ونكون أكثر صدقا»، ووجه تاليسكا رسالة حادة بطريقة مبطنة، عندما قال «كرة القدم للرجال وليست للأطفال»، ويبدو أن تاليسكا أدرك حدة التغريدة، فحذفها من على حسابه. الحقيقة الغائبة في هذه الأزمة، أنها تكشف أن الأمور ليست على ما يرام بين اللاعبين داخل النادي، كما أن الأمور خارج السيطرة في غرفة الملابس، ويدفع الفريق ثمنه داخل الملعب. والخطأ لا يتحمله اللاعبون وحدهم، بل يتحملها، من تعاقد مع لاعبين لا يحتاجهم الفريق، وتغافل عن احتياجات الفريق الأساسية، وفشل في فرض الانضباط والالتزام في الفريق.