ما أجمل شعور المرء إذا صنع الجميل وما أعظم الشعور في رده أو الاحتفاظ به، فإن رد الجميل والمعروف سمة وصفة نبيلة وحميدة يتحلى بها الفرد الكريم وصاحب النفس الرفيعة الطيبة وخلق من الأخلاق العظيمة التي كان آباؤنا يمدحون من يصنع الجميل أو من رد الجميل ويوصوننا عليه إلى يومنا هذا. من حسن أخلاق المرء حفظ المعروف ورد الجميل إذا أمكن ومقابلة الإحسان بالإحسان ونبذ نكران الجميل حيث إن الاعتراف بالجميل وتقديم الشكر لمن يستحقه سلوك راق ومهذب يعكس سمو النفس النبيلة أما إنكار الجميل وجحود المعروف فيعبر عن سوء الخلق وسلوك غير نبيل وغير حميد، فما أروع ديننا الحنيف حينما حث على رد المعروف وما أكثر الآيات القرآنية الدالة على هذا الموضوع كقول الله عز وجل (واحسن كما احسن الله إليك). وقد وصف المتنبي المعروف ورد الجميل فقال (إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أكرمت الليئم تمردا).. ينبغي على الإنسان أن يكون وفيًا لكل من يسدي إليه معروفًاَ شاكرًاَ له ما قدم ولو كان بسيطًا، واحرص إذا صنعت جميلا فاستره وان رد إليك جميل فانشره، هكذا هي تعاليم ديننا الإسلامي السامي والاعتراف بالفضل فضيلة قيمة ومنزلة قوية لترابط العلاقات بين الناس ونكرانه رذيلة غير مرحب بها وكما رد المعروف والجميل يعلي من شأن صاحبه ويكسبه محبة الناس ولا ننسى بأن التربية السليمة على الفضائل تحمي الأجيال من كثرة الرذائل في المستقبل، فأقسى شيء على الإنسان أن يقابل جميله بالنكران ومعروفه بالأذى.. ويجب علينا أن نتصرف بأسلوب لائق وحضاري في رد الجميل والمعروف بعيداََ عن مضايقة واهانة الآخرين، والمحافظة على هذه القيم الأخلاقية وكيف التعامل معها من حيث كيف يقدم الشكر والعرفان لمن أحسن اليه وبغض الجحود والنكران للجميل والمعروف حتى تقوى الروابط الاخلاقية والإنسانية في المجتمعات ولا يعتلي المجتمع إلا بأخلاقه الكريمة.