مؤلم حقا.. ان يقدم الانسان احسانا لاخيه انسان آخر فيلقى اساءة.. ومؤلم حقا.. ان يعض الانسان يد الانسان التي احسنت اليه.. وقدمت له معروفا لا يضيع عند الاوفياء واذا كان القول الصادق "اتق شر من احسنت اليه" حقيقة واقعة للاسف لدى بعض الناس... فانه يدعو للاسىء حيث يضيع الوفاء ويعشعش النكران في نفوس استمرأت الجحود واصبحت بلا مبدأ اخلاقي تعتد به. ان الاحسان فضيلة.. وان المعروف فضيلة.. والقلوب النقية التي تحمل هاتين الفضيلتين هي القلوب التي تلقى جزاء عظيما من رب العالمين.. وان الاساءة رذيلة.. وملاقاة الاحسان بالجحود والنكران رذيلة والقلوب المريضة التي تحمل هاتين الصفتين الرديئتين تبوء بغضب الله ثم شماتة الناس.. لقد حدثني احد الاصدقاء قائلا.. كان لدى صديق احسنت اليه ورفقت به واعطيته كل ثقتي ورفعت من منزلته الوظيفية حتى ان الآخرين كانوا يحسدونه على ما يلقاه مني من عناية واهتمام وعلو فائدة.. وكنت انتظر منه ان يتقبل كل هذا المعروف باحسان وشكر.. لكن للاسف قلب ظهر المجن... وتنكر لي واظهر من الاساءة ما جعلني انظر اليه باحتقار.. وقطعت صلتي به.. وكنت اتوقع ان يرعوي وان يعود الى رشده... ويعتذر عما بدر منه من سلوك تجاهي لكنه ظل سادرا في غيه ولم يكترث حتى بعتاب الآخرين عما يظهره من شعور تجاهي.. وحين انتهى صاحبي من حديثه قلت له.. النبلاء يا صاحبي هم الذين لا يتغيرون وهم كالمعدن الاصيل.. ويظلون اوفياء لمن اسدى اليهم معروفا يشكرون ويحمدون.. و(من لا يشكر الناس لا يشكر الله) اما صاحبك الذي حدثتني عنه.. فهو كحاطب ليل يجمع كل شيء ولكن ليس بالضرورة ان يكون كل جمعه مفيدا.. دعك منه وسيلقى وبال عمله... وجزاء صنيعه الخسيس.. واذا كنت تألمت منه.. فتأكد انه يتألم في اعماقه الف مرة... لكنه جبان امام مشاعره المهتزة التي تحركها اهواء المصلحة حينا ونذالة المسلك حينا آخر.. وحين انهيت حديثي.. قال لي صاحبي: حقا اتق شر من احسنت اليه.. وجزاء سنمار عمل قبيح وكل من يسير في هذا التيار عليك ان ترميهم في مزبلة النسيان قلت: صدقت والعظماء يخلدهم الوفاء الجميل وكفى.