هناك عوامل مشتركة بين مسلسلات رمضان وبين ما يحدث في الساحة الفنية حالياً، فكليهما يحفل بالعديد من المسلسلات السخيفة، كما أن شركات الإعلان تتحكم بصرف النظر عن المضمون، وأصبح الإعلان هو المهم وسيد الموقف لدى المحطة الفضائية، وإن كانت المسلسلات لا تحمل أي إثارة تشجع على المتابعة أو الاهتمام أو حتى مجرد الإنشغال بها، خاصة وأن نهاية تلك المسلسلات معروفة مسبقاً مما يفقدها إثارة الدراما أو الكوميديا، بما لا يجعلها محل اهتمام، لا أجد تفسيراً واحداً لهذا المحطات والاحتكار لبعض الفنانين والغريب أن هناك جيل قادم وبقوة من مؤلفين ومخرجين وممثلين وكوادر فنية من مصورين ومهندسين صوت وقد تم عرض أفلامهم في مهرجانات سينمائية كثيرة، فليس من المعقول ولا المقبول أن نشاهد أكثر من 20 سنة نفس الفكرة ونفس المحتوى ونفس الممثلين وقد ظهرت التجاعيد في وجوههم، وللأسف لم أر مسلسلاً واحداً يستحق المشاهدة وينال اعجاب المشاهدين وأصبح الإنتاج الدرامي يتقلص وباتت الدراما في مأزق، ومن المفترض على المحطات أن تقوم بدور مهم في دعم الحركة الفنية والبحث عن الجيل الجديد من صناع المحتوى والأفلام واحتضان الكتاب والمؤلفين والبحث عن الممثلين الجدد المتواجدين في الساحة ومن ثم النهوض بهم، وضعف الدراما هو سبب تركيزها في تناول الأحداث والمشاكل الاجتماعية المعبرة عن الواقع بأكمله، كذلك وجود نصوص درامية مفككة وغريبة وهذا ما يشوه العمل الدرامي ويدعو إلى النفور منه وعدم نجاحه إعلامياً وإعلانياً، وفي الحقيقة عدم إعطاء فرصة للموهوبين من الممثلين والممثلات للاشتراك بالأعمال التلفزيونية يعتبر قتل للمواهب الشابة الجديدة.. والسؤال هنا أين دور جمعيات الثقافة والفنون من احتواء الموهوبين وابرازهم للساحة الفنية، وأقولها بصراحة إن بعض المحطات ما زالت تجامل بعض الممثلين والممثلات على حساب الدراما دعماً لأسماء تعوّد المشاهد على ظهورها في قنواتنا منذ سنوات، والتركيز عليهم دائماً في كل المسلسلات والأعمال كما أشير أن معظم الأعمال فكرتها تعتمد على الحلقات المنفصلة ومواضيعها متشابهة جداً، وإلى الآن لم نجد عملاً درامياً متصلاً.. وأقترح أن يكون هناك إنتاج مشترك بين الدول العربية ليسهل تسويقه على المحطات الفضائية.