من الصفات الحميدة والحسنة التي يتصف بها المرء وتميزه عن غيره أنه التواضع.. وهو عكس الكبر والغرور واعتزاز المرء بنفسه والإعجاب بذاته، فالتواضع خلق من الأخلاق العظيمة وفضيلة من أعلى الفضائل التي ترفع الموصوف به إلى أرقى مستويات الحياة وخاصة المستوى الاجتماعي، والمهم أن نفهم أن التواضع لا يقصد به المذلة والمهانة والمسكنة للنفس بل هو العزة والرفعة والكرامة للمرء، ويا حبذا عدم الإسراف في التواضع حتى لا يصل المرء إلى المذلة ويوقع نفسه في السخرية والاستهزاء وسوء الظن بل يكون بقدر، ومقدار فقد حث الله عز وجل في كتابه الكريم على التواضع في الكثير من الآيات ومنها قوله (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) وقوله (ولا تصعر خدك للناس ولا تمشي في الأرض مرحًا إن الله لا يحب كل مختال فخور)، وكما أوصى رسولنا الكريم بالتواضع قائلاً (ما نقصت صدقة من مال، ولا زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا، ولا تواضع أحد لله إلا رفعه) حديث صحيح فثمرة التواضع المحبة كما وصفها الشاعر (ملأى السنابل تنحني بتواضع والفارغات رؤوسهن شوامخ). إن التواضع يدل على طهارة النفس فلهذا التواضع له أهمية كبرى في حياتنا فهو يحقق التكافل والمودة بين أبناء المجتمع الواحد ويزيد من التآلف والتآخي بينهم ويؤدي إلى انتشار العديد من الصفات الحسنة كالتعاطف والتعاون والاحترام والوفاء والصدق والإخلاص فيزداد المجتمع قوة ويسود الترابط والتراحم والمساواة بين الناس، ويمحو الحسد والبغضاء والكراهية في قلوب البشر، وبه نتمكن من مواجهة جميع المخاطر التي تحيط بنا لتحقيق الألفة والوحدة لمجتمعنا، فعلينا التحلي بهذا الخلق والالتزام به في جميع مجالات الحياة سواء كانت العلمية أو العملية لبناء مجتمع قوي وصادق، فطوبى لمن تواضع ونال محبة الناس وعمل بها.