تفوق الاتحاد على الأهلي في الديربي العريق، وكان بالإمكان أفضل مما كان للاتحاديين رغم ان هدف التعادل جاء متأخرا، وبالمنطق والواقع العميد هو الأفضل خلال الفترة الزمنية الحالية، وسحب بساط التفوق من الأهلي، ليس لأنه كسب مباراة الدور الأول، ولكن الاتحاد ارتقى كثيرا في مستواه. للإيضاح فإن الأهلي تفوق في الديربي 8 سنوات مضت ولم يكن ذلك صدفة، وإنما نتيجة أفضلية فنية وعناصرية للأهلي عن شقيقه الاتحاد، وحينما كسب العميد في السنوات التي قبلها لمدة طويلة كان هو من يملك الأفضلية، وهذا هو المنطق والواقع، ولست مع الذين يرددون باستمرار أن مواجهات الديربي ليس لها معيار، هي لها معيار ولكن بعض المواجهات تخرج عن المعايير. بالعودة للديربي فإن مدرب الأهلي اعترف بالأفضلية الميدانية للاتحاد من خلال أداء فريقه الدفاعي، والانكماش الذي أدخل به فريقه خاصة في الشوط الثاني فعمد لغلق المساحات أمام الاتحاد، ولست مع من ينتقدون فلادان بشدة، فالمدرب رؤيته كانت واضحة.. العميد أفضل ولاعبوه أسرع، والسرعة بالتحديد صرح بها بعد المباراة، فعمد إلى غلق المساحات في حالة الانكماش التي كان عليها الأهلي، ووضع متاريس أمام هجمات الاتحاديين، ولو لم يفعل ذلك لفاز الاتحاد بسهولة، ولا خلاف أنه أخطأ بالتغييرات، فدخول إدريس فتوحي لم يكن له داعٍ على حساب الأسمري، وكذلك خروج حسون لم يكن مبررًا ودخول خبراني زاد تداخل الأدوار بين المدافعين، ومن هذه الدربكة أمام المرمى جاء هدف العميد. في المقابل تفوق مدرب الاتحاد كاريلي بجدارة على فلادان، وقرأ المباراة جيدًا، وبدء ذا بدء لم يتأثر بإصابة رودريغيز قبل 24 ساعة من المباراة وهذه ميزة تحسب له، فكاريلي لا يهتم بمن غاب ومن حضر، وهو قادر على صنع توليفة يدخل بها اللقاء وهذه هي أحد أهم مميزاته.. من قبل غاب رودريغيز وهو من أفضل اللاعبين، وكذلك فترة أخرى شهدت غياب فهد والبيشي والعبود والآن هنريكي، ولا زال الرجل ثابت في طريقته، ويوم أمس الأول أجرى تغييرين موفقين للغاية، فدخول العبود كان نقطة التحول في زيادة الضغط على الجهة اليسرى الاهلاوية التي تحولت لشعلة نار، ومشاركة آل منصور ليست أقل فاعلية عن العبود، فهو لاعب يملك إمكانيات كبيرة في التسديدات والعرضيات والمراوغات، ودوره الهجومي ممتاز، وينبغي الاستفادة منه بشكل كبير، خاصة وأن إعارته عامًا واحدا وليته يبقى اتحاديًا. ومن القراءات الجيدة التي نجح فيها كاريلي إعادة فهد لوسط الميدان مستغلا سرعته في تسريع الهجمات، فصنع الاتحاد الفرصة تلو الأخرى وهدد مرمى العويس.. سجل التعادل وكان يستحق الفوز. أما حكم المباراة محمد الهويش فلا جديد.. هذا هو، منذ يد دلهوم الشهيرة في 2014م إلى يومنا هذا وهو يواصل الإخفاقات، وفي مباريات الاتحاد بالتحديد يظهر مرتبكا متشنجا وبأخطاء تفوق الوصف، والغريب أن هذا الحكم يعتبر من النخبة، وأي نخبة هذه يا لجنة الحكام. آخر الكلام خوض الاتحاد والأهلي الديربي الكبير على رديف الجوهرة أحملها أولًا للجنة المسابقات التي لم تعر المباراة أهميتها ولم تتعامل بمسؤولية.. الاتحاد والأهلي يستحقان أكثر اهتمام يا اتحاد الكرة.