أعاد الاتحاد نغمة الانتصارات في الديربي بعد طول غياب، ولست مع المبالغة في الفوز الاتحادي على الأهلي، ولكن في نفس الوقت الواقعية مطلوبة، فالانتصار مهم وثمين وله عدة مكاسب إيجابية، وذلك من خلال نظرة مستقبلية، ولنترك الماضي فالحديث فيه لا يفيد. بالتأكيد الاتحاد كسر عناد سنوات من الغياب، والفوز أعطى الفريق جرعة معنوية وثقة للانطلاق ومنح كافة الأجهزة الإدارية والفنية أريحية في العمل، ونفس الوضع للاعبين.. ارتياح في الأداء دون ضغوطات التي تحدثنا عنها مرارًا وتكرارًا وقلنا بالفم المليان الهدوء مطلوب في الاتحاد، مؤشر العمل في العميد إيجابي والتعاقدات نوعية، ولا جدال أن صفقة حجازي ضربة معلم تحسب للإدارة الاتحادية التي انتقدناها في غير مرة، ومن الإنصاف أن نشيد بها في هذه الصفقة، كما أن عودة رودريغيز تصحيح لخطأ وقع في الموسم الماضي، وهنريكي أراه صفقة إيجابية ووفق الاحتياج الفني، والعناصر المحلية في الاتحاد من أفضل الأسماء في الأندية المحلية.. أتحدث عن فهد والبيشي والسواط والمالكي وسعود وزياد ومهند الشنقيطي، وحمدان متى استعاد مستواه، ومعهم أيضًا العبود بشرط أن يركز في اللمسة الأخيرة، وهذا لا يعني أن الاتحاد قد اكتمل وجاهز للبطولات ولكن على أقل تقدير يسير العميد في الاتجاه الصحيح والطريق لازال في أوله. أما عن مواجهة الديربي سمعنا من مدرب الأهلي فلادان في تصريحه بعد اللقاء إنه يعرف الاتحاد ودرسه جيدًا وأن فوزه جاء من فرصتين، وهذا الكلام عارٍ عن الصحة ولم يكن منطقيًا من مدرب محترف أشدنا بتكتيكه في غير مرة، ولكن الصحيح أن مدرب العميد كاريلي هو من قرأ الأهلي جيدًا وحوله لكتاب مفتوح، ولعب على المساحات والفراغات في وسط ودفاع الأهلي، فالتمريرة تخرج طولية للاعب في المساحة الخالية.. الهدف الثاني مثال نموذجي من كريم لرومارينهو وإرسالية طويلة لفهد ورودريغيز في المساحة الخالية. واضح أن هناك تطبيقا تقنيا عالٍ وضعه كاريلي ونفذه لاعبو الاتحاد بإتقان، فكان من الممكن أن تزيد الغلة. فالاتحاد لعب كرة عصرية حديثة عكس الأهلي وأدائه التقليدي كون الأدوات تقليدية وفقا للاستقطابات. فالأهلي لم يعمل كما عمل الاتحاد ولم يصحح أخطاءه ولم يعالج نقاط ضعفه، لذلك خسر مباراتين على التوالي، فدفاع الأهلي كان يحتاج إلى محترف أجنبي إلى جانب معتز، وتعاقدات الجود من الموجود باستقطاب لاعبين من ناديي الحزم والفيحاء الهابطين.. لا تحقق الإضافة الفنية لنادٍ كبير كالأهلي، فهذه بصراحة مجرد ترقيع، فما يصلح للحزم والفيحاء غالبًا لا يصلح للأهلي، «أوسو» مثلا يتم ضمه لمنتخب غانا وهذ كافٍ لقيمته الفنية لكنه متشبع بالاداء الفردي الذي كان يمارسه في الفيحاء، ولكي ينجح مع فريق بقيمة الأهلي عليه أن يطوع أدائه لمصلحة المجموعة وهي مسؤولية المدرب فلادان بالتأكيد. معادلة النجاح الكروية التي لن أتخلى عنها نهائيًا «متى وُجد المال وُجد التفوق».. الاتحاد أنفق على الصفقات بسخاء بجلب حجازي وإعادة رودريغيز واستقطاب هنريكي، ومن قبلهم رومارينهو وغروهي وكريم، فصنع عمودًا فقريًا يستند عليه، والتاريخ يقول إن الاتحاد تفوق على الأهلي في النهائيات وحقق أمامه البطولات حينما كان أكثر إنفاقًا، بينما سحب الأهلي البساط في السنوات الثمانية الماضية حينما وجد إنفاقًا أكبر.. فالمادة هي معيار التفوق، لا عقدة ولا نحس ولا حظ.. ادفع أموالًا تحصد انتصارات والمحصلة بطولات. لن نقول إن الاتحاد قد اكتمل ، لكنه في المسار الصحيح.