من الأمراض النفسية التي قد تصيب بعض الأشخاص وقد لا يشعر بها «الغرور» والذي يفسره البعض بأنه تعويض لما قد يعاني منه الفرد من نقص فيلجأ إلى هذا السلوك ظناً منه بأنه سيتمكن من تعويض ما يفقده من مشاعر، ولذلك فإن البعض يفسر الغرور بأنه إعجاب المرء بنفسه إعجابا يصل إلى حد احتقار أو استصغار الآخرين وما يصدر عنهم، والتاريخ يؤكد بأن جميع من أصابهم الغرور كانت نفوسهم مريضة وكان الخسران مآلهم. عادة ما ينال الغرور من بعض الناجحين والمتفوقين الذين قد يحققوا بعض الإنجازات المرحلية فيظنون بأنهم أصبحوا في القمة وينظرون إلى غيرهم بأنهم في القاع، ولا يكتفي المغرور باحتقار الآخرين والتقليل من شأنهم بل قد يسعى للنيل من أي ناجح آخر والكيد له والسعي لإفشاله حتى لا يتفوق عليه ويشعر أنه أقل منه. بعض من يطلق عليهم وصف الأبطال قد يصابوا بالغرور ولذلك فإننا كثيراً ما نسمع في تلك البيئات بوصف أن الغرور هو (مقبرة الناجحين)، فهو مرض خطير يصيب الإنسان الجاهل الذي لا يعرف أن يميز بين الثقة بالنفس وبين الكبرياء، فيتخيل المغرور بأن ما حققه من إنجاز سواء كان ذلك الإنجاز صغيراً أو كبيراً قد جعله محور اهتمام كل من حوله بل جعله أساس نجاح كل شيء وهكذا يبدأ ذلك الشخص التهيؤ بأنه الأفضل والأذكى والأجمل وأنه على علم ودراية بكل شيء وأنه يجب أن يحظى بالاهتمام الكامل والتقدير من الجميع صغيراً كان أو كبيراً بل يشعر بأن على الجميع أن يتقبلوه ولو أخطأ كيف لا وهو البطل الذي حقق إنجازات عظيمة وقد يزيد من هذا المرض اهتمام وسائل الإعلام به وبتحركاته حتى يبدو ذلك البطل وكأنه أسطورة لا تتكرر على مر التاريخ. على من يشعر بأنه قد أصيب بمثل هذا المرض أن يبادر بمراجعة نفسه ومحاسبتها والنظر في أخطائه خصوصاً وإن من يصاب بهذا الداء تكثر أخطاءه وتتفاقم ويبدأ الناس يفقدون الثقة فيه ثم ينتهي كما بدأ وينساه الناس وهذا ما يحدث في كثير من المجالات. يساهم المجتمع أحيانا في إصابة بعض الأفراد بالغرور من خلال جعل بعض تلك الشخصيات أساطير فيرفع من قيمتهم بشكل خيالي ويساهم في إبراز مواهبهم وقدراتهم بطريقة مبالغ فيها وقد لا تكون صحيحة ويعكس صورة عن إنجازاتهم قد لا تكون حقيقية. الغرور داء خطير يجب أن نحذر منه وأن نحرص على تحذير ابناءنا منه فلا يقعوا في شباكه وأن يتحلوا دائماً بالتواضع وأن يكون طموحنا وأملنا أن نواصل حياتنا كغيرنا من أفراد المجتمع دون غرور أو تكبر أو استعلاء.