الغرور هو انخداع المرء بنفسه وإعجابه بها ورضاه عنها بشكل مبالغ فيه، وإحساسه المستمر بالأفضلية والتميز عن الآخرين لدرجة تجعله يتعامل معهم دوماً بأسلوب مليء بالفوقية والانتقاص، وهي صفة سيئة وقبيحة يعجز صاحبها عن رؤيتها والاعتراف بها، وكثيراً ما يلجأ الى منحها اسماً آخر مثل الاعتزاز أو الثقة بالنفس . مجلة Psychology Today ذكرت بأن هناك خطاً رفيعاً يفصل بين الثقة بالنفس والغرور، وحذرت من أن الاحترام الزائد للنفس high self-esteem يمكن أن يتحول الى « نرجسية خبيثة » دون أن يشعر صاحبه بذلك . وحددت المجلة عدداً من الصفات للشخص المغرور منها : • يشعر بالغضب أو الخجل أو الذل من أقل انتقاد . • يميل لاستغلال الآخرين لتحقيق مصالحه ويقوم بتجيير نجاحات الفريق لنفسه . • تضخيم أهمية ذاته ومنجزاته وقدراته، ويتوقع من الآخرين ملاحظة تلك الصفات . • يشعر دوماً أنه يستحق معاملة خاصة واستثنائية . • يفتقر لمراعاة مشاعر الآخرين والتعاطف معهم، ويستخدم ألفاظاً حادة في نقاشاته . • تطغى عليه ال « أنا» وتمجيد الذات والاستحواذ على الحديث . الشخص المغرور يمكن أن تكون لديه فعلا موهبة وكفاءة مميزة تجعل منه شخصاً ناجحاً، غير أن المشكلة عندما يعتاد على نظرة الناس الإيجابية اليه لدرجة يشعر معها تدريجياً أن تلك النظرة حق من حقوقه وجزء من شخصيته وأن آراءه دائمة الصواب، ليصل في النهاية الى الغرور والنرجسية . مجلة Management Psychology الإلكترونية ذكرت أن الكفاءة والغرور يتقاطعان في أربعة أشكال : • كفاءة منخفضة - غرور منخفض : هؤلاء الأشخاص لا يصلون عادة لمناصب قيادية إلا بالنفوذ والواسطة، ويكون أداؤهم في العمل متواضعاً رغم حب الناس لشخصياتهم . • كفاءة مرتفعة - غرور منخفض : هؤلاء الأشخاص مبدعون في عملهم، ويقومون به بهدوء وإنسانية بعيدة عن التسلط والعدائية، وهم لا يحسنون تسويق أنفسهم ويكتفون بجعل عملهم يتحدث عنهم . • كفاءة منخفضة - غرور مرتفع : هذا النوع خطير لأنه لا يدرك حدود إمكاناته وقدراته البسيطة، ويرفض عادة السؤال عن الرأي أو طلب المشورة لاعتقاده أن رأيه هو الصواب دائماً . • كفاءة مرتفعة - غرور مرتفع : هؤلاء غالباً أشخاص ناجحون، ولكنهم بغرورهم مدمرون لمعنويات موظفيهم وعلاقاتهم مما ينعكس سلباً على منظماتهم، ويمكن لغرورهم أن يكون سبباً لتدميرهم . خلاصة القول لنتذكر دوماً أن الغرور مقبرة النجاح، وأن النجاح لا يتحقق بالكفاءة العالية وحدها، بل بوجود شخصية متوازنة تحظى بالقبول والاحترام في نفس الوقت . فالفشل يمكن أن يحدث نتيجة ضعف الكفاءة أو نتيجة الغرور أو كليهما معاً، وحتى أصحاب الكفاءة العالية يمكن أن يكونوا عرضة للسقوط إذا فقدوا ميزة القبول من الناس داخل منظماتهم وخارجها، خاصة في زمن شبكات التواصل الاجتماعي .