خيم فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) على العالم ووحد تصرفاتهم واحترازاتهم ضده وهاجم الكثير وقضى على أعداد كبيرة، قرعت كل الدول جرس الإنذار وتفاوتت التدابير المختلفة للحد من انتشاره. ضرب هذا الفيروس الاقتصاد العالمي وأوقف رحلات الطيران الدولية واتبعها المحلية وفرق الجماعات وإخلاء الناس من الأسواق والمتنزهات والشواطئ واقعدهم في بيوتهم، عطل كثير من الفعاليات وأوقف المباريات والدوريات ولم يبق إلا ما يمكن أن يمارس عن بعد كالعمل والدراسة مع تقليص الساعات، تسابقت المعامل الطبية ومراكز الأبحاث لاكتشاف أي دواء له إلا أنه لا بارقة أمل على مدى الأسابيع المقبلة يمكن أن يكتشف له عقار أو مصل يحد من شراسة هجومه وسرعة انتشاره، ولعل أفضل الطرق التي تحد من انتشاره هي ما اتخذتها الحكومة السعودية من خطوات استباقية كإيقاف العمرة والتأشيرات السياحية وايقاف الرحلات الدولية وحصر المصابين وعزل المخالطين والقادمين وتعليق الدراسة وما تبعها من إجراءات كثيرة اتخذتها السعودية لتقصي انتشار الفيروس داخل أراضيها للحد من انتشاره وكبح هجومه وبدأت التصاريح اليومية والتوجيهات والإرشادات الصحية من وزارة الصحة من أعلى مسؤول بها، وجاءت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بروح أبوية وشفافية صادقة تطمئن المواطنين والمقيمين باستمرار الدولة في اتخاذ الإجراءات الاحترازية وتأمين الغذاء والدواء لهم لافتًا الى أن المرحلة القادمة ستكون أصعب في مواجهة العالم لهذه الجائحة وأنها ستمر وسيكتب التاريخ مواجهة الإنسان لها، وأشاد بتعاون المواطنين المشرف في التجاوب مع إرشادات الصحة والتي تحث على الابتعاد الجسدي وعدم المصافحة ومنع التجمعات وعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة وغسل اليدين. إنها أيام صعبة تمر على الإنسان أياً كان موقعه فإن فتح التلفاز أو هاتفه المتنقل أو أجرى اتصالا لا تخلو معظمها من ذكر هذا الفيروس وتطوراته ونتائجه وضحاياه وإصاباته وفتكه المخيف فالأجواء أصبحت كورونية حتى في المنام لا تخلو الأحلام من أخباره أو صور عنه فهل ينتصر العلم على هذا الفيروس أم أن المعركة ستطول ويأتيك بالأخبار مالم تزود.