الخاطرة الأولى: تبرّع بعض لاعبي ومدرّبي كرة القدم العالميين، مثل الأرجنتيني ميسي والإسباني غوارديولا، وكذلك لاعب التنس السويسري فيديرير، بملايين الدولارات لمكافحة فيروس كورونا، وهي بادرة إنسانية رائعة، رغم أنّهم ليسوا من الأثرياء الفاحشين، أي ليسوا مليارديرات، ورغم أنّ بلادهم تُعتبر من الدول الغنية، ولا تحتاج لمعونات، وهي كذلك درْس بليغ لمليارديراتنا كي يُساهموا في مكافحة الفيروس، وليس بالضرورة أن تكون المساهمة في المجال الصحي، بل بمساعدة الناس الذين تضرّروا من إجراءات المكافحة والعزل والحظر، وما أكثرهم!. وهناك بنوكنا أيضاً، التي أتمنّى أن تُساهِم في المكافحة، وقد مضت عليها حقبة طويلة من الأخْذ الكثير والعطاء القليل، وحان الوقت للأخْذ الكثير والعطاء الكثير الذي هو مؤشّر وطني نبيل، وردّ جميل لبلد عظيم اسمه المملكة العربية السعودية. الخاطرة الثانية: تحوّلت وسائل التواصل الاجتماعي الإلكترونية إلى وسائل نشْر رُعْب إلكترونية بما يبعثه الناس لبعضهم البعض من رسائل ومقاطع وإشاعات ومبالغات عن كورونا دون التحقّق من صحّتها، وها آنذا أدعوهم إلى التأمّل في الآية القُرآنية الكريمة رقم 83 مِنْ سورة النساء (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا)، فالله الله في إذاعة ما هبّ ودبّ، وليت الناس يفكّرون قبل إرسال ما يُثير الهلع، ويكونون بقدر المسئولية، وحجم الحدث!. الخاطرة الثالثة: مع بقاء الناس في بيوتهم مُدّة أكثر من الظروف العادية، والتزامهم بالتوجيهات الصحية، سيزداد استهلاكهم للخدمات الأساسية، مثل الكهرباء والهاتف والمياه والإنترنت والصرف الصحي وغيرها، وهناك الكثير ممّن كانوا يعانون أصلاً من ارتفاع أسعار فواتير الخدمات قبل كورونا، فما بالكم ببعده؟ خصوصاً ذوي الدخل المحدود والعاطلين عن العمل والمتقاعدين، وموظفي القطاع الخاص الذين يتأخر صرف رواتبهم، فهل تُساهِم شركات الخدمات في تخفيف العبء عليهم؟ بتخفيض أسعار الفواتير ولو مؤقّتاً؟، مع تأجيل دفعها حتّى يكشف الله الغُمّة؟ دون أيّ قطع للخدمات يحصل في الظروف العادية؟. لا أعلم، عفواً، انتهت الخطرات!.