في كلمة ضافية وجَّهها قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله إلى إخوته وأخواته وأبنائه وبناته كما سمَّاهم، من السعوديين والمقيمين، طمأنهم جميعاً يحفظه الله بأن هذه المرحلة العصيبة ستمرُّ بحول الله وقوته رغم قسوتها ومرارتها، كما طمأنهم بأن المملكة حكومة وشعباً عملت وستظل تعمل لتوفير كل ما يلزم من دواء وغذاء واحتياجات معيشية، وأن المملكة مستمرة في اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية لمواجهة (جائحة كورونا) ومحاصرتها والحد من انتشارها، انطلاقاً من سياسة تتبعها المملكة منذ تأسيسها تقضي بأن سلامة الإنسان وصحته تأتي في طليعة الاهتمامات ومقدمة الأولويات لدى قادة هذه البلاد المسلمة. ونوَّه المليك المفدى بالعزيمة القوية في مواجهة الشدائد بثبات المؤمنين العاملين والآخذين بالأسباب. والجمع بين ثبات المؤمنين في الشدائد بحسن الاتكال على المولى عز وجل، والأخذ بالأسباب في الوقت نفسه هو النهج الإسلامي الصحيح والمؤدي الى النجاة وتجاوز المحن والصعاب بإذن الله. ولم نسمع عن تصريح لقائد أو مسؤول عالمي حتى الآن عربياً أو دولياً يؤكد على أن الجمع بين الإيمان والعمل هو طريق الخلاص من هذه الجائحة، إلا ما سمعناه من خادم الحرمين الشريفين قائد هذه الأمة المسلمة الذي قال: إننا سنتجاوز هذه المحنة لأننا مؤمنون بقول الله تعالى: (فإن مع العسر يسراً، إن مع العسر يسراً)، واستشهاده يحفظه الله بهاتين الآيتين له وجاهته، فكما قال المفسرون واللغويون:»إنَّ: تفيد التوكيد بذاتها، ومع ذلك كُرِّرت مرتين في هاتين الآيتين وتلك زيادة في التوكيد على أن يُسر الله وفرجه آتٍ لا محالة على عباده المؤمنين. وإن كان ملمح الجمع بين العمل والإيمان ملمحاً مهماً في كلمته حفظه الله، فإن هناك ملمحاً آخر مهماً تنبَّه له كل من استمع إلى هذه الكلمة: قليلة الكلمات، كثيرة المعاني، ذلك الملمح هو حديثه وفقه الله عن المواطن والمقيم معاً في كل ما تحدَّث عنه من حرص القيادة على صحة الإنسان وسلامته وتوفير كل احتياجاته ومستلزماته، ومن ذلكم قوله يحفظه الله: «أؤكد لكم حرصنا الشديد على توفير ما يلزم المواطن والمقيم في هذه الأرض الطيبة من دواء وغذاء واحتياجات معيشية»، وشمول المواطنين والمقيمين في حديث القادة لم نسمعه إلَّا في خطاب المليك المفدَّى، فقد استمعنا خلال هذه الأزمة العالمية الكبيرة لكلمات كثير من المسؤولين الكبار في دول عربية وغربية وسواها، وكان الخطاب فيها موجهاً للمواطنين بالدرجة الأولى، ويمكن لمن شاء الرجوع إلى تلك الكلمات وهي جميعاً مسجلة. وقد تُرجم هذا الاهتمام بالمقيم الذي اقترن بالاهتمام بالمواطن في كلمة خادم الحرمين الشريفين على أرض الواقع على الفور، حين كشف وزير المالية في اليوم التالي مباشرة عن ثماني مبادرات يصل حجمها إلى 70 مليار ريال ويخص بعض منها المقيمين تحديداً، منها: الإعفاء من المقابل المالي على الوافدين المنتهية إقاماتهم من تاريخ صدور القرار وحتى 30 يونيو 2020م، وذلك من خلال تمديد الإقامات الخاصة بهم لمدة ثلاثة أشهر دون مقابل. وملمحٌ مهمٌ آخر ظهر في كلمة القائد الملهم هو الصراحة والشفافية في تصوير الواقع المعاش كي يستمر تضافر جهود الدولة مع جهود المواطن والمقيم في حسن التعامل مع هذه الجائحة، فقد شدد يحفظه الله على أن المرحلة المقبلة ستكون أكثر صعوبة على المستوى العالمي كله في مواجهة هذا الانتشار السريع لهذه الجائحة ولكنه أكد في الوقت نفسه أننا قادرون على مواجهة الصعاب بإيماننا بالله وتوكُّلنا عليه إضافة الى أخذنا بالأسباب، وعوَّل يحفظه الله على عزيمة كل من يعيش على أرض هذه البلاد الطاهرة وصلابتهم وقوة عزيمتهم وعلوِّ إحساسهم بالمسؤولية الجماعية لتجاوز هذه الأزمة، وشكر كل الجهات الحكومية على جهودها وخصَّ منهم العاملين في المجال الصحي الذين يبذلون نفوسهم في هذه الفترة الحرجة. ونحن نعيش في بلبالِ هذه الجائحة الجامحة الفادحة الكاسحة جاءت كلمة قائد هذه البلاد بَرداً وسلاماً على نفوسنا جميعاً لأنها أكدت على حرص قيادتنا على صحة الإنسان وبذلها الغالي والنفيس لضمان عيشه آمناً مطمئناً معافىً من كل الأسقام، بعون وتوفيق من رب الأنام.