يسعى المعارض خوان غوايدو إلى إعادة انتخابه على رأس البرلمان الفنزويلي اليوم الأحد وهو منصب استغله منذ عام لإعلان نفسه رئيساً بالوكالة، من دون التمكن من إطاحة الرئيس نيكولاس مادورو. يسعى غوايدو الى تأمين "عدد من الأصوات يتجاوز ما يحتاج اليه" لإعادة انتخابه رئيساً للجمعية الوطنية. واستغلّ المعارض هذا المنصب واستند إلى الدستور ليعلن نفسه رئيساً بالوكالة في 23 يناير 2019 معتبراً الولاية الثانية للرئيس الاشتراكي "اغتصابا" للسلطة، بعد انتخابات رئاسية عام 2018 اعتُبرت "مزوّرة". وفي أعقاب ذلك، اعترفت نحو 50 دولة بينها الولاياتالمتحدة وفرنسا بغوايدو رئيساً بالوكالة وهو لقب سيحتفظ به في حال أُعيد انتخابه اليوم على رأس البرلمان المؤلف من غرفة واحدة. ويرى المحلل السياسي لويس فينسانتي ليون أنه "السيناريو الأكثر ترجيحاً". وتوصلت المعارضة التي تهيمن على البرلمان، إلى اتفاق بهذا الشأن. ويعتبر المحلل بيتر حكيم من مركز أبحاث الحوار بين الأميركيتين أنه بعد ان يعزز غوايدو موقعه في منصبه المزدوج، يُفترض أن يتواصل التجاذب مع مادورو على غرار ما حصل في العام 2019. وأوضح أن "مادورو سيواصل السيطرة على الحكومة بدعم من الجيش وغوايدو سيكون زعيم معارضة ستبقى منقسمة". ويؤكد غوايدو أنه "سيُصحح بعض الأمور وسيكثف الجهود". وخلال 12 شهراً، لم يتمكن من إطاحة خلف هوغو تشافيز (1999-2013) رغم هجومه على النظام التشافي مستنداً إلى عقوبات أميركية وتظاهرات حاشدة ودعم كبير من دول في أمريكا اللاتينية على غرار البرازيل وكولومبيا. ولا يزال مادورو يحظى بدعم الجيش وهو ركن أساسي في النظام السياسي الفنزويلي وبتأييد حلفاء فنزويلي التقليديين كوبا وروسيا والصين. ويرى رئيس مركز أبحاث الحوار بين الأميركيتين مايكل شيفتر أنه رغم تراجع شعبية غوايدو والاتهامات بالفساد التي وُجهت مؤخراً إلى أوساطه، لا يزال "الشخصية السياسية الأكثر شعبية" في فنزويلا. ويؤيّد نحو 44% من الفنزويليين إعادة انتخابه على رأس البرلمان، بحسب استطلاع أجراه معهد "داتاناليسيس". - انتخابات تشريعية - لم يغيّر معسكر غوايدو خلال الأشهر ال12 الأخيرة مطالبه التي تشمل "إنهاء اغتصاب" السلطة وتشكيل "حكومة انتقالية" وإجراء انتخابات رئاسية جديدة "حرّة وشفافة". ويشير شيفتر إلى أن إجراء "انتخابات رئاسية هو أمر غير مرجّح" في 2020. ويضيف "لا شيء يسمح بالتفكير بأن القيادة العسكرية العليا مستعدة" لإرغام نيكولاس مادورو على الخضوع لحكم صناديق الاقتراع رغم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الفظيعة. ويُفترض أن تُجرى انتخابات هذا العام لتجديد الجمعية الوطنية التي ستنتهي ولايتها من خمس سنوات. إلا أن مادورو يريد أن يكون واثقاً بالنتيجة. وأكد الأربعاء أن المعسكر التشافي "سيستعيد الجمعية" في الانتخابات التشريعية. والجمعية التأسيسية هي الجهة المسؤولة عن الدعوة للانتخابات وتحديد موعدها. ومنذ 2017، تحلّ هذه الجمعية المؤلفة من تشافيين فقط، محل البرلمان الذي يرأسه غوايدو والذي تبطل المحكمة العليا كل قراراته. ويؤكد غوايدو أن المعارضة لن تشارك في انتخابات تدعو إليها الجمعية التأسيسية لكن شيفتر يعتبر أنه سيترتب على المعارضة "التركيز" على هذه الانتخابات، تحت طائلة أن تفقد الهيئة الوحيدة التي تسيطر عليها. ويضيف شيفتر أنه في مواجهة غوايدو، قد يستفيد المعسكر الرئاسي من تباطؤ التضخم (الذي كان يُفترض أن يبلغ نسبة 200 ألف بالمئة عام 2019، بحسب صندوق النقد الدولي) وتراجع حدة النقص في المواد الغذائية. لكن الأمر الذي لا يزال مجهولاً هو السياسة الأمريكية. إذ إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب كانت الداعم الرئيسي لغوايدو عام 2019. وضاعفت العقوبات ضد مادورو وحلفائه، لكن من دون تحقيق النتيجة المتوقعة. ويتساءل بيتر حكيم عما اذا كان ترامب الذي سيخوض حملة انتخابية من أجل إعادة انتخابه، "سينأى بنفسه ممن تبيّن أنه مخيّب للآمال ام أنه على العكس سيُبقي أو حتى يكثّف العقوبات؟". ويقول شيفتر إنه في أي حال، سيُبقي الرئيس الأمريكي "خطابه العدائي" لأنه يريد استقطاب أصوات الناخبين الأمريكيين من أجل كوبي وفنزويلي ومعظمهم معارضون لمادورو.