واجه دونالد ترامب والحزب الجمهوري هزيمة موجعة في انتخابات منتظرة جدا جرت في ولايتين وتشير التوقعات إلى فوز الديموقراطيين فيها مما ينذر برياح معاكسة لحملة إعادة انتخاب الرئيس في 2020. وأطاح الديموقراطي آندي بشير الذي تصدّر بأقل من نصف نقطة مئوية بعد عد كل الأصوات، بمنافسه الجمهوري حاكم ولاية كنتاكي المؤيدة عادة للجمهوريين، بحسب ما أعلنت المسؤولة المشرفة على الانتخابات. وفي ضربة أخرى، خسر حزب ترامب الغالبية في مجلسي الجمعية العامة (الهيئة التشريعية) في فيرجينيا التي يتزايد تأييدها للديموقراطيين، وفق ما أفادت وسائل إعلام أميركية بينها "نيويورك تايمز". وقالت وزيرة الدولة عن ولاية كنتاكي أليسون لوندرغان غرايمز عبر شبكة "سي إن إن" إنه "حسمنا بأن النائب العام بشير أصبح حاكم كنتاكي المنتخب". وقال الرئيس الأميركي عبر تويتر أن بيفن "حصد 15 نقطة على الأقل خلال الأيام الأخيرة، لكن ربما هذا ليس كافيًا (الأخبار الزائفة ستحمل ترامب المسؤولية!)". وبينما أعلن بشير -الذي كان والده آخر حاكم ديموقراطي للولاية- انتصاره، بدا بيفن غير مستعد للإقرار بهزيمته. وقال حاكم الولاية "إنها منافسة حادة للغاية. لن نسلّم مهما كان". وفي حال التأكد من خسارة بيفن، فسيشكل ذلك هزيمة قاسية لسياسي محافظ في ولاية فاز ترامب فيها بثلاثين نقطة مئوية عام 2016. أما في فيرجينيا، فسيسيطر الديموقراطيون حاليًا على جميع المناصب المهمة في أنحاء الولاية وسيترأسون هيئتها التشريعية، في ترسيخ شامل لسلطتهم بشكل لم تشهده الولاية منذ تسعينات القرن الماضي. وسارع قادة الحزب الديموقراطي للإشادة بما اعتبروه دفعا كبيرا إلى الأمام بالنسبة للحزب الذي يستعد لمعركته الأكبر ضد الرئيس العام المقبل. وقال رئيس اللجنة الوطنية الديموقراطية توم بيريز في بيان إن "على هذا النصر التاريخي أن يثير خوف دونالد ترامب وكل جمهوري". وأضاف "يتنافس الديموقراطيون في كل انتخابات وكل ولاية يترشحون بناء على قيمنا ويبثون طاقة غير مسبوقة في مراكز الاقتراع -- هكذا فزنا الليلة وهكذا سنهزم ترامب" في 2020. وتشكّل انتخابات الثلاثاء، بما في ذلك المنافسة على منصب حاكم مسيسيبي الذي توقعت وسائل الإعلام الأميركية فوز المرشح الجمهوري تيت ريفز فيها، اختباراً لمستوى التأييد لترامب قبيل 2020، في وقت يواجه تحقيقًا يرمي لعزله. "رسالة سيئة حقًا" أشاد ترامب بنتائج مسيسيبي مهنئًا ريفز على تويتر ومشيراً إلى أن الفضل يعود لدعمه. وكتب ترامب "تهانينا لتيت ريفز لفوزه بمنصب حاكم ولاية مسيسيبي العظيمة. بدّل التجمّع الذي أقمناه ليل الجمعة الأرقام من تعادل إلى فوز كبير. رد فعل رائع تحت الضغط تيت!". وفي وقت تشهد واشنطن مسلسل التحقيق لعزل ترامب، تراقَب النتائج في كنتاكي ومسيسيبي وفيرجينيا عن كثب لمعرفة الكيفية التي ستؤثر الأزمة من خلالها على ناخبي الولايات الثلاث ومستوى الدعم لترامب في معاقل الجمهوريين وإن كان تأثير الديموقراطيين يتزايد في الضواحي. ولربما تعد نتائج كنتاكي -- التي تأّثرت بمشاركة قوية للديموقراطيين في الضواحي خارج ليكسينغتون وغيرها من المدن الكبرى -- مهينة بشكل أكبر بالنسبة لترامب نظراً لأنه زارها ليل الاثنين لإقامة تجمّع كبير ودعوة قاعدته الانتخابية للتصويت. وقال حينها "إذا خسرتم، فسيبعث ذلك رسالة سيئة حقًا. لا يمكنكم ترك ذلك يحدث لي". وفي الليلة ذاتها، ندد بالديموقراطيين جرّاء تصويتهم لصالح استجواب الشهود المرتبطين بالتحقيق بشأن عزله في جلسات علنية. وقال ترامب "أنتجت سلوكيات الديموقراطيين السافرة أغلبية غاضبة ستصوت لإخراج الديموقراطيين عديمي الفائدة من (دوائر) السلطة". لكن حصل العكس. وكانت مواقف بيفن متوائمة مع ترامب، كما هو الحال بالنسبة لريفز في مسيسيبي. لكن بيفن تحوّل إلى أحد حكام الولايات الأقل شعبية على صعيد البلاد إثر سياساته المتعلقة بقطاعي الرعاية الصحية وأجور المعلّمين. أما فيرجينيا، فبدأت تميل إلى الديموقراطيين خلال العقد الفائت بينما يعتمد الديموقراطيون على تراجع شعبية ترامب بشكل كبير وتنامي تأثير الناخبين في ضواحي فيرجينيا لمساعدتهم على استعادة الهيئة التشريعية. وقال السناتور كوري بوكر، المرشح الديموقراطي لانتخابات 2020، "شهدنا في انتخابات الليلة -من فيرجينيا حتى كنتاكي- أن الأميركيين يرفضون أسلوب ترامب في السياسة المثير للانقسامات". وأضاف "نحتاج إلى قيادة أخلاقية تسعى لتوحيد هذا البلد والعمل باتجاه مستقبل أفضل لجميع الأميركيين".