رفضت ولايات أميركية التعاون مع لجنة وطنية جديدة كلّفها الرئيس دونالد ترامب درس عمليات تزوير محتملة، لا سيّما في انتخابات الرئاسة عام 2016. وقدّر ترامب بعد انتخابه أن 3-5 ملايين شخص شاركوا في الاقتراع في شكل غير قانوني. وأصدر في أيار (مايو) الماضي مرسوماً لتشكيل «لجنة استشارية حول نزاهة الانتخابات»، مهمتها إعطاء توصيات حول تسجيل الناخبين على اللوائح وحول إجراءات التصويت. وفي هذا الإطار، كتب نائب رئيس اللجنة كريس كوباش لكل الولايات الأميركية ال50، طالباً الحصول على لوائح الناخبين فيها وعناوينهم وتواريخ ميلادهم وانتمائهم الحزبي وسجلاتهم القضائية والأرقام الأربعة الأخيرة من أرقام حساباتهم في التأمين الاجتماعي وتاريخ مشاركتهم في الانتخابات. وتُعتبر لوائح الناخبين وثائق عامة يمكن الأحزاب او الشركات الاطلاع عليها. لكن المسؤولين في 13 ولاية، ديموقراطية وجمهورية، رفضوا سواء في شكل كامل أو جزئي طلب اللجنة، مبررين ذلك بحماية الحياة الخاصة أو برفضهم التعاون في محاولة من الحكومة الفيديرالية لشطب ناخبين، خصوصاً في كاليفورنيا ونيويورك وإنديانا. وقالت وزيرة الدولة الديموقراطية عن ولاية كنتاكي أليسون لوندرغان غرايمز إن «كنتاكي لن تساعد لجنة تهدر الأموال العامة، او يمكن أن تسعى الى تشريع شطب ناخبين في البلاد». وأقرّ الجمهوريون في الولايات قوانين تفرض قيوداً على شروط التصويت، مثل تقديم بطاقة هوية مع صورة، بحجة أن التزوير منتشر. لكن الديموقراطيين يعتبرون أن هذه الإجراءات هدفها الحدّ من مشاركة الأقليات، خصوصاً السود الذين يعانون تمييزاً في جنوبالولاياتالمتحدة. على صعيد آخر، شكّك مذيعان في شبكة «إم إس إن بي سي» للتلفزة، بالوضع العقلي لترامب واتهما البيت الأبيض بمحاولة الضغط عليهما، بعدما شنّ الرئيس الأميركي هجوماً شخصياً عليهما. وقالت ميكا بريجنسكي التي تشارك في تقديم برنامج «مورنينغ جو»، في اشارة الى ترامب: «يبدو أن لديه «أنا» تتسم بهشاشة ورعونة وطفولية، نراها مراراً خصوصاً مع النساء». وأضاف زميلها في تقديم البرنامج جو سكاربورو: «إنه يهاجم النساء لأنه يخشاهنّ». وردّ المذيعان في برنامجهما وفي مقال رأي نشرته صحيفة «واشنطن بوست»، بعد تغريدات لترامب على موقع «تويتر» وصف فيها بريجنسكي بأنها «ميكا المجنونة البليدة»، مشيراً الى أنها «كانت تنزف بشدة بسبب عملية تجميل لوجهها» عندما زارت أحد منتجعاته خلال عطلة رأس السنة. ووصف سكاربورو ب «جو المعتوه». وأكدت بريجنسكي، وهي ابنة مستشار البيت الأبيض السابق للأمن القومي زبغنيو بريجنسكي، أنها لم تخضع لعملية شد للوجه، وزادت: «أنا قلقة جداً عما يكشفه ذلك مجدداً عن رئيس الولاياتالمتحدة». وكتبت وسكاربورو في «واشنطن بوست»: «شنّ الرئيس ترامب هجمات شخصية علينا، لكن قلقنا في شأن سلوكه الجامح يتخطى الشأن الشخصي. قادة أميركا والدول الحليفة يسألون أنفسهم مجدداً إن كان هذا الرجل مؤهلاً لأن يكون رئيساً». وأشارا الى تلقيهما «تحذيراً من موظفين بارزين في البيت الأبيض، من أن صحيفة ناشيونال إنكوايرر تعتزم نشر مقال سلبي عنا، إلا إذا رجونا الرئيس أن يأمرها بتجاهل القصة. تجاهلنا طلباتهم اليائسة». وأضاف سكاربورو أنه تلقى اتصالات من ثلاثة مسؤولين بارزين في الإدارة الأميركية، يطلبون فيها منهما الاتصال بترامب والاعتذار له عن تغطيتهما لإدارته. وتابع أنهم أبلغوه أن الرئيس سيصدر أمراً بعدم نشر القصة، إذا اتصل واعتذر. ونفى ترامب الأمر، لافتاً الى أن سكاربورو «اتصل بي لأوقف مقالاً في ناشيونال إنكوايرر. قلت لا». وأعلنت الشركة المالكة ل «ناشيونال إنكوايرر»، المتخصصة في نشر قصص فضائح المشاهير وتدعم ترامب، إنها تجهل «أي مناقشات بين البيت الأبيض وجو وميكا عن قصتنا، ولا ضلوع لنا بالمرة في تلك المناقشات».