أنجز متصدّر ترشيحات الانتخابات الرئاسية التمهيدية للحزب الجمهوري الأميركي دونالد ترامب «ضربة معلّم» بحصده دعم حاكم ولاية نيوجيرسي منافسه السابق كريس كريستي، والذي قرّبه من الفوز بترشيح الحزب عشية تصويت 9 ولايات في «الثلثاء الكبير». وأشعل تأييد كريستي لترامب قنبلة داخل الحزب الجمهوري، الذي انقسم بين مؤيدي رجل الأعمال ومؤيدي السناتور الأكثر اعتدالاً وقرباً من المؤسسة الحزبية ماركو روبيو. وبدا المشهد أقرب إلى حرب أهلية بعد شنّ روبيو والمعتدلين أعنف حملة لهم على ترامب، سخرت من شكله ومكانته، ورافقها توقيع على تويتر «nevertrump» أي «أبداً ترامب» تعبيراً عّن إستيائهم. كما جمع روبيو 20 مليون دولار خلال أسبوع من أثرياء في الحزب يرفضون ترامب، ويرون في السناتور الشاب أفضل شخصية لمواجهته الديموقراطيين ومنافستهم في الانتخابات العامة. إلا أن تأييد كريستي من مدينة هيوستن وبعد ساعات من المناظرة الأفضل لروبيو، عبّر عن إستراتيجية لامعة لترامب، كونه شخصية معروفة في الحزب الجمهوري ويحظى بدعم المعتدلين والمستقلين بخلاف سارة بايلن، أو وجوه يمينية أخرى ساندت رجل الأعمال. وحوّل ترشيح كريستي الانتباه بالكامل عن هجوم روبيو على ترامب، وزاد من اندفاعة الأخير قبل يومين على التصويت في 12 ولاية. إلا أنه فتح في الوقت ذاته باباً واسعاً لهجوم مضاد على «الدونالد»، مع إدراك كثيرين في الحزب بأن ترشّح ترامب لم يعد مزحة وهو الأقرب للفوز. وقال السناتور ليندسي غراهام إن الحزب الجمهوري «فقد عقله» باحتضانه ترامب، فيما غطّى غلاف «ديلي نيوز» صورة كريتسي وترامب وخلفهما وجوه الحركة المتطرّفة والعنصرية «كو كلوكز كلان»، التي حضّت مناصريها على التصويت لرجل الأعمال ولمواقفه اليمينية المتشددة. وأمام روبيو والمعتدلين ثلاثة أيام لتغيير هذه المعطيات ومحاولة الفوز ببعض ولايات «الثلثاء الكبير» مثل فيرجينيا وماساشوستس، حيث يتقدّم ترامب وفق الاستطلاعات. كما سيسعى المرشّح الآخر السناتور تيد كروز إلى حصد ولايته تكساس. وينتظر كثيرون من قيادات الحزب نتائج «الثلثاء الكبير» ليقرروا في ضوئها ما إذا كانوا سيدعمون روبيو أو سيرضخون لقبول ترامب. كما لوّحت شبكات جمهورية بإمكان ترشّح مستقلين محافظين ضد ترامب في حال فوزه بتسمية الحزب. وشكّل الانقسام الجمهوري العميق بشرى سارة للديموقراطيين ومرشّحة الصدارة هيلاري كلينتون، المتوقّع أن تفوز في كارولينا الجنوبية. وهي تعوّل على سباق جمهوري طويل وشرخ متزايد بين ترامب والمعتدلين. وبدأت حملتها الرئاسية بتوظيف تصريحات ترامب المحرّضة ضد الأقليات، لجمع تبرّعات لحملتها والتأكيد أنها وليس منافسها الاشتراكي بيرني ساندرز، الأقدر على مواجهته. ويتقدّم ترامب في ولايات «الثلثاء الكبير» عدا تكساس، فيما تتقدّم كلينتون فيها كلها عدا فيرمونت. وفي حال تواجههما في الانتخابات العامة، تعطي الاستطلاعات أفضلية للديموقراطيين على ترامب بسبب مواقفه المتشددة، ومنها إقامة جدار مع المكسيك، ووقف المساعدات الأمنية للخليج، والإعجاب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.