سبق أن أعلنت الجوازات بأن السماح باستخراج جواز السفر لمن بلغ من الشباب فتيات وفتياناً سن الحادية والعشرين ولا يسمح بالسفر للفتيات إلا بإذن ولي الأمر، ثم ما لبثت أن أعلنت بأن السفر للفتيات بدون إذن الولي.. وكان الأمل أن يكون الإعلان صريحاً وبشكله النهائي منذ البداية. عموماً ما إن ثبت بأن السماح بالسفر قد أُقر إلَّا واشتعلت وسائل التواصل بين مؤيد ومعارض، وهذا ليس إشكالاً بل الإشكالية الكبرى في تدخل رجال دين وقانون ودعاة وقضاة بآراء لم تكن موفقة واعتبروا المسألة حرباً وتحدياً وما إلى ذلك مما لا تُحمد عقباه!!، وأكثرهم اعتبروا أنفسهم جهابذة بالرأي القائل بأن للزوج الحق في أن يشترط في العقد بأن على الزوجة أن لا تسافر إلا بإذنه وإن فعلت يعتبر العقد مفسوخاً ويُسترجع المهر!!.. فيالسوء هذا الرأي، وسطحية الفكر، لأنه بهذا الشكل سوف تكثر المشاكل وتنشغل المحاكم، ولو أنهم دعوا الى الأخذ بحديث الحبيب صلى الله عليه وسلم الذي هو معيار لاختيار الزوجة الصالحة التي تطيع الزوج وتحسن إليه طالما هو حفظ كرامتها إن كان ذا دين وخلق، لأن الحبيب صلى الله عليه وسلم أوصى بتزويج صاحب الدين الخلوق «من ترضون دينه وخلقه» لأن التدين لوحده لا يكفي لأن يصون الرجل الزوجة ويكرمها، وكم من متدين ليس على خلق حتى داخل دور العبادة «المساجد بل الحرمين الشريفين»، والحديث الذي أعنيه وأوصى به الحبيب المصطفى المجتبى صلوات ربي وسلامه عليه: (تُنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تَرِبتْ يداك). وإن سلَّمنا جدلاً بأن رأيهم الذي لا يمت إلى العقلانية بصلة وليس فيه حل سليم، نفعَ مع الزوجة وأدى الى المراد والمراد بعيد، فما الحال مع البنات بنات الشخص، هل يتخلى عنهن ويتبرأ منهن وما حال الزيجات التي تمت قبل قرار السماح. لا بد أن ندعو الى التربية الإيمانية وزرع الفضيلة التي بزرعها والتربية عليها تنتفي الرذيلة وتندحر، وقد صدق الحبيب صلى الله عليه وسلم في قوله وفي كل قول (يولد المولود على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)، وهذا ينطبق على التربية أيضاً. هلَّا استوعبنا هذا وقبل أن نستوعبه يجب على العلماء والدعاة والقضاة والقانونيين وأهل المشورة استيعابه وأن يدركوا جيداً أن المسألة ليست حرباً وتحدياً يدفع ثمنها شباب وشابات هذا الوطن الغالي. وتصديقاً لما أقول هناك عوائل مسلمة ملتزمة بإسلامها والتربية على الفضيلة تعيش في بلاد الكفر والفجور والمجون والحرية وأبناؤهم وبناتهم لم يخرجوا عن طاعة الوالدين وولاة أمرهم. نسرد ما اختص به الحبيب صلى الله عليه وسلم في أمته في الدنيا، أنها خير الأمم، فكرمها الله ب: • أحلَّ لها الغنائم . • الأرض لها مسجد وطهور. • آصار وأغلال عنها موضوعة. • لها يوم الجمعة عيدٌ. • التجاوز عن الخطأ والنسيان وحديث النفس. • محفوظة من الهلاك والاستئصال. • لا تجتمع على ضلالة وطائفة منها على الحق. • شهداء الله في الأرض. • صفوفها كصفوف الملائكة. وما اتكالي إلَّا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.