تجسد عادات المجتمع الجازاني في مواسم الأعياد التقاليد الموروثة منذ القدم، التي تعتبر نموذجًا في ترسيخ مفاهيم الإخاء والألفة بين أهالي جازان، ليأتي العيد في المنطقة بمذاق خاص بما يتضمنه من زيارات وموائد جماعية تزينها العديد من الأطباق، منها المندي والمغش والحسية والمحشوش والحنيذ، لترسم هذه التفاصيل فرحة العيد واللقاء بين الأهل والأصدقاء، وتذوق أصناف الحلويات والطعام الذي يقدم للضيوف أثناء تبادل الزيارات. التزاور والفطور الجماعي «المدينة» التقت العديد من أهالي منطقه جازان، وقالت شمسية عبدالله حسن: العادات المتبعة في العيد هى الاستيقاظ مبكرًا لصلاة العيد، ثم زيارة الأهل والأقارب والأصدقاء؛ لتهنئتهم بالعيد والفطور الجماعي والسلام عليهم، ثم بعد ذلك يعود الناس إلى بيوتهم ويستعدون لتجهيز غذائهم من الأكلات الشعبية، مثل الحنيذ والمغش والمرقوق والمرسه المحشوش والكبسة والحيسية، والقوار والخضير والباميا والعيش الحامض والإدامات المختلفه والملوخية والسمك المالح الذي يعتبر من الأكلات الأساسية في فطور العيد. وقالت سميرة الفيفي: تختلف العادات من مكان إلى آخر من جبال فيفا.. ويصلي الأهالي العيد خارج المسجد في ساحة، وكل منهم يجلب معه ما تيسر؛ فإما قهوة وإما قشر وعريكة وعصيد وعيش كل على ذوقه، ويتجمع المصلون بعد العيد ويأكلون، وفي طريق عودتهم يمرون على المنازل لمعايدة أهلها حتى يصل الواحد منهم إلى بيته، وتقدم لزوار العيد قهوة وحلاوة وعريكة بسمن وعسل مع تمر. طريقة تجهيز المحشوش وفي السياق ذاته قالت أم تركي: أهلي من الجبال وسكنّا بصبيا فاختلطت العادات.. يصلون صلاه العيدة من ثم يتناولون الطعام، وقالت صالحة نهيوي: المحشوش الأكله الشعبية والتي يكون لها طعم ونكهة خاصة في العيد، ونحن في جازان نعد المحشوش في المنازل وتتجمع النساء أيام العيد في مكان خالٍ من الشجر ويكون في ساحة المنزل؛ إذ يكون فيه تنور ونضع الحطب على الأرض، وبعدها نأتي بقدر خاص للمحشوش فقط ويكون كبيرًا، ويوضع على قاعدة من طوب البلوك، على شكل مربع، وبعدها نشعل الحطب تحت القدر وحينما يحمى نضع أولًا الشحم في القدر ويتم تحريكه بملعقة كبيرة، ثم يضاف اللحم، حتى ينضج قليلًا، وبعدها تُضاف بهارات المحشوش، وتكون: هيل وملح وقرف وفلفل أسود، ويتم التحريك حتى ينضج ثم يقدم للعائلة والضيوف. المندي والمغش والحسية وقالت محسنة الفيفي: الأكلات الشعبية التي تشتهر في الأعياد، وخاصة الأضحى، منها المحشوش، والذي يندرج تحت الأكلات الدسمة التي تحتاج إلى جهد وحركة لكي تهضم جيدًا. ويعمل المحشوش عادة من شحم الأضحية، ويضاف عليه قطع صغيرة من اللحم، ثم يوضع في قدر على النار حتى ينضج. وللمحشوش تاريخ قديم ويحظى بمكانة عالية عند كبار السن قديمًا. وأيضًا من الأكلات الشعبية المندي، ويوضع في حفرة أو برميل تحت الأرض، وتتم تغطيته حتى يستوي. والحنيذ هو لحم يوضع على الصخر الحامي ويشوى. ويتم الاستعداد للعيد في اللية التي تسبقه. وأضافت مها طعنون: العادات المتبقية في أكلات جازان المغش والحسية، والأكلات الشعبية في عيد الأضحى المحشوش والحنيذ، وطريقه المحشوش أن نقطع اللحم لقطع صغيره ونقطع الشحم قطعًا صغيرة، ونضعها في قدر كبير حتى تذوب ثم نضع عليها البهارات مكونة من فلفل أسود وكمون وقرفة. وقالت أم علي: نقوم بتجهيز العشش، بعد ذلك نعمل الحناء والولبة الجيزانية القديمة، ونتجمع في منزل واحدة من النساء لتناول الإفطار الجماعي صباح العيد، ويعمل بها المحشوش المكون من قطع الشحم واللحم والبهارات والملح والقرفة والهيل ويتم تقليبة حتى النضج، ويوضع في القدر ليستخدم لأيام عدة.