تتميز منطقة جازان بالكثير من العادات والتقاليد الشعبية القديمة في جميع المجالات، ومنها مجال الأكلات الشعبية التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمناسبات مختلفة، ومن أهم تلك الوجبات الشعبية اللذيذة: أكلة "المحشوش"، التي ترتبط بشكل كبير بمناسبة عيد الأضحى. وتحرص العديد من ربات البيوت، وبعض الرجال، على تناول أكلة "المحشوش"، التي تتقن إعدادها الكثير من الأمهات، والجدّات الكبيرات في السن.
وتتميز أكلة "المحشوش" بأنها عبارة عن وجبة كبيرة ولذيذة، تتكون من اللحوم، والشحوم، وأنواع الدسم، وهي تصلح للشباب، وصغار السن؛ نظراً لدسامتها.
وقالت المواطنة "أم محمد": "أكلة "المحشوش" الشعبية لا يفضل إعدادها إلا في موسم عيد الأضحى؛ لأنها تتكون من اللحوم السمينة التي نحصل عليها من الأضاحي، وهي تحتاج إلى وقت كبير وجهد ضخم لطهيها".
وأضافت: "بعد ذبح الأضحية، تساعد النساء رجال البيت في تقطيع اللحم إلى قطع صغيرة، وتقطيع الشحم من "سبلة الخروف"، ثم يتم تجميع اللحم والشحم، في قدر معدني كبير أو حجري، مع وضع القدر على "الأثافي"، وهو عبارة عن حجرين كبيرين، يوضع في وسطهما القدر المعدني أو الحجري، بعد إشعال النار بين الحجرين بواسطة حطب شجرة السدر". وأردفت "أم محمد": "تساعد نيران القدر على إذابة الشحم مع اللحم، ثم يتم مزج هذا الخليط بالبهارات، مثل: الهيل، والحوائج، والفلفل الأسود، والكمون، والقرفة، والكركم، وغيرها من أنواع البهارات الشعبية، التي تضفي على وجبة "المحشوش" نكهة جميلة".
وتابعت: "يترك القدر على النار لعدة ساعات، من صباح يوم العيد وحتى وقت متأخر من المساء، وبعض الأسر تفضل تجهيز هذه الوجبة بعد انتهاء العيد مباشرة، حيث تكون قد حصلت على اللحوم والشحوم من الذبائح والأضاحي التي ينحرها الأقارب والأصدقاء".
وأشارت إلى أن من مميزات أكلة "المحشوش" أنها تحفظ اللحم لمدة طويلة قد تصل إلى عام كامل، من دون أي تعفن؛ ومن ثم تظل الأسرة تأكل منها لفترة كبيرة.
وقالت "أم محمد": "لا يزال كبار السن من الرجال والنساء، في البوادي والأرياف والقرى، وبصفة خاصة في منطقة جازان، يحافظون على تناول أكلة "المحشوش".