بالرغم من كل التغيرات التي تطرأ على الأصعدة كافة اجتماعياً وأسرياً في المدن والمحافظات إلا أن مظاهر العيد في جازان ما زالت تحتفظ بموروثها القديم، وتمسك سكانها بالعادات والتقاليد الموروثة رافضين دخول كل المفاهيم الجديدة على الحياة. ودائماً ما يأتي عيد الأضحى محافظاً على وجبته المشهورة في جازان، التي يطلق عليها «المحشوش»، والتي يبدأ إعدادها بتقطيع اللحم والشحم إلى قطع صغيرة، كل منهما على حدة، وبعد الانتهاء من التقطيع يطبخ الشحم حتى الذوبان، ويوضع معه اللحم والبهارات والقرفة والملح، مع الاستمرار في التقليب حتى ينضج، وبعد أن يصبح جاهزاً يترك حتى يبرد؛ ليتجمد الشحم محتوياً على قطع اللحم، ويغطى بإحكام للاحتفاظ به أطول فترة ممكنة؛ حيث تظل وجبة المحشوش مدة طويلة، تستمر لشهور دون أن تتلف، شرط ألا تمسها اليد مباشرة، أو تصل إليها الرطوبة، فتأخذ منها ربة البيت على قدر الحاجة اليومية باستخدام ملعقة نظيفة، بعد تسخينها على النار. هذه التقاليد صمدت أمام التغيرات التي باتت تجتاح المدن كافة لتبقى هذه الأطباق محتفظة بمكانتها حتى وقتنا الحاضر بوصفها أهم الأكلات الشعبية في عيد الأضحى. وقد تكون هذه الميزة هي ما يدفع سكان المدن الجازانية للعودة خلال الأعياد إلى القرى والأرياف التي ينحدرون منها للاستمتاع بالعيد، وأصبح فراغ المدن من ساكنيها خلال الأعياد أهم الميزات التي ظهرت خلال السنوات الأخيرة.