توفي البطريرك الماروني السابق مار نصر الله بطرس صفير، أمس، عن عمر 99 عاماً، حسبما قالت مصادر كنسية ووسائل إعلام لبنانية. وأعلن المكتب الإعلامي في الصرح البطريركي في بكركي، أن البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أعلن «خبر وفاة البطريرك الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، أيقونة الكرسي البطريركي وعميد الكنيسة المارونية وعماد الوطن». وأوضح البيان أن البطريرك الراحل فارق الحياة الساعة الثالثة من فجر الأحد»، بعد «أيام من العناية الطبية الفائقة في مستشفى أوتيل ديو». ولد صفير في 15 مايو 1920 في ريفون كسروان، وبعد سنوات من الدراسة الفلسفية واللاهوتية، وتدرجه في الكنيسة، انتخبه مجلس المطارنة بطريركا عام 1986، ليكون البطريرك ال76 في سلسلة البطاركة الموارنة.عين كردينالاً عام 1994، وله عدة مؤلفات. ولعب دورًا بارزًا في السياسة اللبنانية على مدار عقود، وعندما انتخب بطريركًا عام 1986 كانت الحرب الأهلية اللبنانية في أشدها، إلا أنه ساهم بقوة في إنجاز اتفاق الطائف عام 1989 الذي أنهى الحرب. وفي عام 2000، رعى مصالحة الجبل مع الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، لإنهاء أزمة بين الطائفتين الدرزية والمسيحية. وفي سبتمبر من العام ذاته، أطلق «النداء الأول للمطارنة الموارنة» الذي دعا لخروج القوات السورية من لبنان، وهو ما تحقق في أبريل 2005، مما دفع عددًا من الباحثين لاعتباره «عراب ثورة الأرز»، و»بطريرك السيادة والاستقلال». إلا أن مواقف البطريرك السياسية المنسجمة مع تيار «14 آذار» بقيادة رئيس الوزراء سعد الحريري، أدت إلى توتر العلاقات مع بعض الأقطاب المارونية الأخرى في لبنان، مثل تيار المردة والتيار الوطني الحر. وبعد استقالته في عام 2011، ظل البطريرك صفير مقيمًا في بكركي وعضوًا في مجمع أساقفة الكنيسة المارونية، وكذلك ظل كاردينالاً للكنيسة الجامعة، وهو اللقب الذي منحه إياه بابا الكنسية الكاثوليكية يوحنا بولس الثاني عام 1994.