* يتميز المجتمع السعودي عموماً وشبابه خصوصاً بالحرص على العمل التطوعي بشتى صوره ومجالاته؛ كمساعدة الفئات المحتاجة، وكذا المساهمة في معالجة الأزمات التي قد تطرأ كمحاصرة الأمطار والسيول للناس والمركبات، وكذا إسناد الفِرَق التطوعية الفاعلة للمؤسسات الحكومية في مواسم الحج والعمرة، وهناك مشاركة المتطوعين في تنظيم وإدارة مختلف الفعاليات كالمؤتمرات ومعارض الكتب وغيرها. * طبعاً مَن يتطوع بالتأكيد لا يبحث عن الماديات؛ ولكنه يتفاني ويبذل من جهده ووقته إيماناً بمسئولياته تجاه وطنه ومجتمعه؛ ولكن من خلال التجربة والمشاهدة لاحظت أن هناك استغلالاً للمتطوعين من بعض الجهات؛ يظهر ذلك من خلال استثمار عطاءاتهم المجانية في فعاليات ذات مردود ومكاسب رِبحيَّة للمنظمين؛ أيضاً الضغط عليهم بساعات عمل طويلة وفي ظروف غير صحية؛ بل هناك مَن يحرمهم حتى مِن أبسط حقوقهم الطعام والمواصلات؛ يحدث ذلك في ظِل عدم وجود حتى الآن هيئة أو إدارة تحميهم وتحفظ حقوقهم، وقد كشف تحقيقٌ نشرته «صحيفة الوطن» الأسبوع الماضي عن صُورِ من معاناة بعض المتطوعين. * ولذا وبما أن «وزارة العمل والتنمية الاجتماعية» قد أعلنت عن «حملة المليون متطوع»، أدعوها من خلال أنظمة وتشريعات واضحة لصناعة بيئة عادلة وجاذبة للمتطوعين وبرامج لتدريبهم، وتقديم حوافز تشجعهم «معنوية وملموسة» كأن يكون هناك مَيّزَات لمن يقومون بساعات تطوع معينة، تمنحهم نقاطاً تجعل لهم أولوية القبول في الجامعات وفي التوظيف، وكذا في إسقاط المخالفات المرورية ورسوم الخدمات عنهم، وهناك إعطاؤهم خصومات في وسائل النقل العام والمتاجر، إلى غير ذلك من وجوه الدّعم والتسهيل؛ فالتطوع الذكي والناجح رافد مهم في تنمية الوطن؛ وفي خدمة المجتمع، وقبل ذلك في استثمار الطاقات والأوقات المهدرة لأبنائه؛ وبالتالي لابد من الاهتمام الجَادِّ به وتنظيمه.