* نجح الأشقاء في (الإمارات) خلال الأيام الماضية في استضافة النسخة الأكبر على الإطلاق في تاريخ بطولات قَارة آسيا لكرة القدم، وكان من العوامل الرئيسة التي ساهمت في وصولهم لمحطة النجاح تلك؛ جهودُ أكثر من (5000 متطوع،)، تتراوح أعمارهم بين «16-84 عاماً»، قدَّموا من أوقاتهم (500 ألف ساعة تطوعية)؛ قاموا فيها بالعديد من المهام التنظيمية كالبروتوكول، والمراسم، واعتماد الضيوف، والتسويق والإعلام، وغيرها؛ وذلك بعد أن تلقوا دورات تدريبية مناسبة؛ زادت من مهاراتهم وحضورهم؛ وكلُّ ذلك يؤكد بأنّ (التطوع) قيمة إنسانية كبيرة، ورافد مهم لكافة القطاعات والفعاليات. * وهنا إذا رجعنا ل»مجتمعنا السعودي»، نجد بأنه يتميَّز بإنسانيته، وحرصه على العطاء اللامحدود في مجالات التطوع كافة، وقد شهدت السنوات القليلة الماضية رَسْم صُّوَرٍ إنسانية رائعة في هذا الميدان؛ وخير شاهد، تلك المبادرات والتضحية بالنفس في إنقاذ المحتجزين جَرّاء المطر والسيول، وهناك الفِرق التطوعية التي تعمل على خدمة المجتمع في مختلف الجوانب والمسارات، وتلك التي تسهر؛ للاهتمام بالحجاج والمعتمرين. * نعم شبابنا يمتلكون قلوباً طيبة تنبض بحب العطاء؛ الذي يجعلهم قادرين على المساهمة في أعمال الدفاع المدني، وفي الصِّحّة، وفي إدارة الأزمات، وفي تنظيم أكبر الفعاليات؛ فهم فقط يحتاجون للدعم والتشجيع، وآلية واضحة للتحفيز؛ كأن يكون هناك ميزَات لمن يقومون بساعات تطوع معينة، تمنحهم نقاطاً تجعل لهم أولوية القبول في الجامعات وفي التوظيف، وكذا في إسقاط المخالفات المرورية ورسوم الخدمات، وهناك إعطاؤهم خصومات في وسائل النقل العام، إلى غير ذلك من وجوه الدّعم والتسهيل. * أخيراً تنظيم العمل التطوعي، وتحويله من الهواية والارتجال والاجتهاد إلى منظومة عمل مؤسسي تحفظ حقوق المتطوعين -الذين قد تستغل بعض الجهات جهودهم- وكذا تقديم الرعاية لهم، وتأهيلهم نفسياً ومهارياً للقيام بأدوارهم في شتى المجالات؛ كل ذلك ينادي ب»هيئة عامة وعليا للتطوُّع»؛ فهل سترى النُّور قريباً؛ هذا ما ندعو إليه ونتمناه.