يعاني الكثير من المنخرطين في الخدمة التطوعية من استغلال غير مشروع لطاقاتهم وأفكارهم وغيرها من أجل أعمال ربحية تستفيد منها الجهات المنظمة لهذه الأعمال دون أدنى دعم أو اهتمام بالكوادر التطوعية والتي تُسهم بشكل كبير في نجاح أي مبادرة أو عمل ونتيجة لذلك فقد أحجم بعض المتطوعين عن الانخراط في العديد من الأعمال التطوعية نتيجة الاستغلال من البعض مطالبين بضرورة حفظ حقوقهم حتى يستطيعوا أداء رسالتهم التطوعية. التطوع ورؤية 2030 يعد التطوع أحد مستهدفات رؤية الوطن 2030 وهو ما ساهم في ارتفاع أعداد المتطوعين والمتطوعات في شتى المجالات في الآونة الأخيرة بشكل لافت وفي ازدياد بسبب شغف الشباب والشابات نحو العطاء والتطوع ولكن لم تجد هذه الأعداد الجهات الحاضنة لها مما ساهم في انتشار ظاهرة استغلال المتطوعين من قبل الجهات والمنظمات الربحية لتحقيق مصالحهم الشخصية. حيث قال المتطوع حسن عياشي «نعاني كثيرا نحن الشباب المتطوع من مسألة الانضمام لأي جهة تطوعية خوفا من أن نفاجأ باستغلالنا وفي نفس الوقت لدينا الشغف والطموح لخدمة ديننا ووطننا وتحقيق رؤيتنا وأن نكون نحن أساس البناء والتطور». نمو ملحوظ فيما أشارت الإعلامية والمتطوعة فاطمة الحمزي الى أن «التطوع يشهد نموا ملحوظا وإقبالا كبيرا من الشباب والشابات ولا بد من توافر برامج إعداد وتأهيل لهم». وأضافت أن «المجتمع أصبح أكثر وعيا وتقبلا للتطوع وأن هناك عددا من الجهات تدعم المتطوعين بمبالغ رمزية وشهادات شكر ونقاط تطوع للاستفادة منها في مستقبلهم الوظيفي». الجهات المسؤولة وتعكف وزارة العمل والتنمية الاجتماعية على تأهيل وتحسين البيئة التطوعية ومواكبة الطفرة التطوعية الكبيرة ولكن توجد فجوة بينها وبين المتطوعين جعلتهم يتساءلون.. من الجهة المسؤولة عنهم؟ حيث دعا المتطوع الناشط ورئيس أحد الفرق التطوعية ضبيان العنزي الجهات الرسمية إلى «التدخل عاجلا لحفظ حقوق المتطوعين وردع كل من تسول له نفسه استغلال طاقات شباب وشابات البلد دون وجه حق، وأن ما يحدث حاليا ساهم بشكل كبير في امتناع الكثيرين عن التوجه للأعمال التطوعية خوفا من الاستغلال». فرق مؤهلة فيما قالت المتطوعة خلود خالد: يجب تنظيم فرق مؤهلة لتحقيق الاهداف المطلوبة وتحديد اجتماعات دورية للتطوير والتأهيل وابتكار الأفكار والابتعاد عن الافكار التقليدية، ولا بد من تقدير معنوي او مادي رمزي لكل متطوع من الجهات المسؤولة لتحقيق إنتاج أكبر. الإعلام والتطوع المتطوعة فاطمة مطاري المبادرة في المجال لما يقارب العامين وجهت انتقادها للجهات والمؤسسات الإعلامية عن عدم تسليط الضوء على التطوع، وتوعية المتطوعين وإبراز جهود المتطوعين في شتى المبادرات التي يقومون بها قائلة: ان الإعلام غيب جهود المتطوعين ولم يسلط الضوء على التطوع رغم أهميته في نماء الوطن، وأتمنى عدم هضم حقوق المتطوعين في الأعمال التطوعية من قبل الجهات القائمة عليها ويجب أن تُحفظ حقوقهم. أيقونة التطوع رغم أن العمل التطوعي هو ما يقوم به الفرد من تلقاء نفسه طوعا وحبا في العطاء إلا أن المتطوع ينتظر أن يتم تقديره واحترامه وتلبية احتياجاته وما تقوم به الجهات الربحية من استغلال للمتطوع، حيث تتم مكافأة المتطوع بوجبة وشهادة حتى أصبحت أيقونة للتطوع وتبرزها تلك الجهات في شتى إعلاناتها لجلب المتطوعين، وأكدت المتطوعة المصورة لطيفة المقبل أن تلك الجهات ترى أنها قدمت الشيء الكبير للمتطوع بإعطائه تلك الوجبة وأنهم مُطالبون بتوجيه امتنانهم لتلك الجهات عليها، مضيفة أن البيئة التطوعية جاذبة ومحفزة ولكن لا بد من توافر الجهات التي تنظم وتقنن العمل التطوعي وتفرق بينه وبين الربحي ونشر مفهومه، حيث ان التطوع نعمة يجب أن يتم ترغيب الناس فيها، وهو عمل رائع متماسك مع المجتمع أتمنى تطويره بالفكر قبل الفعل وأن يولى كل الاهتمام. المتاجرة بالطاقات تختلف أنواع المتاجرة نحو البحث عن الربح ومنها المتاجرة بالطاقات تحت بند التطوع وأصبحت على مرأى الجميع حيث قال المتطوع معاذ العقيلي صاحب عدد من المبادرات التطوعية وعضو حملة التوعية ضد استغلال المتطوعين: ان الشركات الربحية أصبحت تتاجر بالطاقات الشبابية من أجل أهدافها الربحية في شتى الأعمال التي ينجذب إليها المتطوعون وان عدم معرفة مفهوم العمل التطوعي من قبل المتطوعين ساهم في استغلالهم، وأنه لا بد من سن نظام صارم بتوحيد الفرق التطوعية وتنظيم عملها. وأكد المتطوع هادي عواجي أنه كغيره ممن طالتهم أيادي استغلال المتطوعين حيث قال: نعم، حصل معي أن عملت تطوعا وبعد فترة اكتشفت أن العمل ربحي دون أن يتم دعمي، منوها بأن المتطوعين مظلومون والأغلب يعمل دون أي فائدة تذكر وأن نسبة كبيرة لا يعلمون من هي الجهة أو الدائرة المسؤولة عن المتطوعين وحفظ حقوقهم. فيما انتقدت المتطوعة حصة الدوسري الجهات الربحية مؤكدة أنهم استغلوا مصطلح التطوع ذريعة من أجل الاستفادة من الشباب والشابات في تسيير برامجهم الربحية وإنجاحها وقالت: سبق وأن تم استغلال جهودي من قبل إحدى الشركات للتسويق لمنتج في شهر رمضان تحت مظلة عمل تطوعي وهو ما يجعلنا نفكر كثيرا قبل الانخراط في أي أعمال تطوعية حاليا، وأضافت أنه لا بد أن تتولى جهة رسمية عقد دورات تدريبية للمتطوعين ورفع الفكر التطوعي وأن تُشدد الرقابة على الأعمال التطوعية وتخصيص لجنة تُعاقب كل من هو قائم على نهج استغلال المتطوعين. حقوق المتطوع يغفل الكثير من المتطوعين والمتطوعات عن حقوقهم وواجباتهم وما لهم من التزامات تلتزم الجهة بتوفيرها وتحقيقها لهم وأكدت ل«اليوم» المحامية والمستشارة في العلاقات الاجتماعية والعامله في المجال التطوعي منذ ما يقارب السنوات التسع آمنة فهيد العطا الله أن هناك توجها حاليا لحماية المتطوعين والمتطوعات وحفظ حقوقهم، وأنه يحق لأي متطوع إذا كان يملك عقدا بينه وبين الجهة المنظمة واكتشف عدم التزامها بما تم الاتفاق عليه أن يتقدم بشكوى عليهم. وأشارت إلى أن حقوق المتطوعين مُهدرة ويحتاجون للوعي الحقوقي والمعرفة الكاملة بمعنى التطوع وأن تكون لهم مظلة مستقلة تشرف عليهم. البذل والعطاء وأخيرا.. التطوع نهج ديني وعادة مجتمعية متأصلة في المجتمع السعودي وتوليه قيادتنا الرشيدة جُل اهتمامها تحقيقا وتلبية لرغبة المجتمع وزرع روح البذل والعطاء بعيدا عن الربح والمادية ولكن دخول بعض الجهات في الخفاء وجعل مصطلح التطوع شعارها من أجل تحقيق مبتغياتها وأطماعها الربحية على حساب المتطوعين والمتطوعات دون تقديم أدنى صور الشكر والعرفان لهم ودعمهم يتطلب تدخل وزارة العمل والتنمية الاجتماعية وتقنين آلية العمل التطوعي والعاملين فيه وسن بعض القوانين على الطرفين لضمان سير العمل دون هضم لحقوق الآخر ومن جهة أخرى رفع مستوى التوعية التطوعية في المجتمع وتحفيز الإقبال على التطوع بشكل أكبر لتحقيق الهدف في العام 2030 بتحقيق المليون متطوع. ضبيان العنزي يتحدث ل«اليوم» هادي عواجي معاذ العقيلي خلود خالد لطيفة المقبل حصة الدوسري متطوعات حاضرات في المهرجانات الوطنية