في الحفل (البانورامي) الكبير الذي أقيم في فندق هيلتون بجدة مساء يوم الأربعاء 19 شعبان 1440ه، كرَّم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكةالمكرمة الفائزين بجائزة مكة للتميز بفروعها التسعة بحضور صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن سلطان بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكةالمكرمة، وعدد كبير من الأمراء والوزراء والمسؤولين رجالاً ونساءً. وقد أوجز أمير البيان خالد الفيصل كل فقرات الحفل بكلمته المقتضبة التي لم تتجاوز دقيقتين والتي قال فيها: «في عامها العاشر كلمتي لجائزة التميز: الشكر للعاملين والتهنئة للفائزين وكل عام وأنتم فائزون والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته»، وتدخل هذه الكلمة المعبرة في دائرة: «خير الكلام ما قلَّ ودل»، وتختصر على الحضور الكلمات المطولة والخطب الرنانة التي ما عادت مستساغة هذه الأيام، خصوصاً في حفل كهذا، عبرت فيه الصور البانورامية المعدة بدقة عن مؤشرات التميز لدى كل الفائزين أفراداً أو مؤسسات، كما أوجز كل من يمثل جهة فائزة مجال عمله الذي أهَّله لنيل الجائزة في كل الفروع، ما أعطى للحاضرين فكرة تامة عن مسوغات منح الجائزة لكل فائز على حدة. وإن نبدأ بالفائزين فقد أُعلنت أسماؤهم والفروع التي فازوا فيها في وسائل الإعلام المختلفة قبيل الحفل، ففي فرع التميز لخدمات الحج والعمرة فازت لجنة تنظيم ومتابعة نقل الحجاج والمعتمرين والمصلين التابعة للهيئة العليا لمراقبة نقل الحجاج، وفي فرع التميز الإداري فازت الهيئة العامة للغذاء والدواء ممثلة في فرع الهيئة في المنطقة، وفي فرع التميز الثقافي دُمج هذا العام ملتقى مكة الثقافي (كيف نكون قدوة)، ضمن فرع التميز الثقافي وفازت به مبادرة «الميقات ثقافة ونسك»، ويشترك فيها: مؤسسة حسن عباس شربتلي، والمجموعة الوطنية للاستزراع المائي وأمانة جدة وأمانة الطائف وفرع وزارة الشؤون الإسلامية والشركة السعودية للكهرباء، وفاز بجائزة التميز العمراني شركة جبل عمر للتطوير، وفي التميز الاجتماعي فاز الإعلامي ناصر حبتر، وفي التميز الاقتصادي فازت الجمارك السعودية ممثلة بجمرك ميناء جدة الإسلامي، وفي التميز البيئي محافظة الجموم، وفي التميز العلمي والتقني مستشفى الملك فيصل التخصصي، والتميز الإنساني د. عبدالعزيز بوكر. وكل هؤلاء الفائزين بفروع الجائزة التسعة فازوا بها عن جدارة واستحقاق، ويتم اختيارهم بكل دقة وأمانة وحيادية تامة واحترافية عالية، فقد شُكلت لجان علمية رصينة ضمت أعداداً كبيرة من العلماء والمختصين والمفكرين من ذوي الخبرة العالية، بحيث تتولى كل لجنة منها فرعاً من فروع الجائزة التسعة، للنظر في كل الأعمال والمبادرات المتقدمة للجائزة بكثير من النظر والتمحيص لاختيار أحد تلك الأعمال أو المبادرات أو اثنين منها على الأكثر لنيل الجائزة مناصفة، وهو ما لم يحدث هذا العام لأن كل جائزة منحت لشخص واحد أو مبادرة واحدة، مع العلم بأن بعض تلك الأعمال والمبادرات شاركت فيها عدة جهات كما بيّنا، ولم يقتصر عمل تلك اللجان الكبيرة على اختيار الفائزين، بل سبق ذلك تكليف جميع أعضائها لوضع معايير بالغة الدقة لتقويم واختيار الأعمال الفائزة كما هي الحال في كل الجوائز العالمية المرموقة. ولعل وضع المعايير وتقنينها أصعب كثيراً من فرز الأعمال والمفاضلة بينها، لأن اختيار الفائزين يصبح أسهل بكثير حين تكون هناك معايير دقيقة للغاية لتحقيق الفوز، وقد وضعت لجان التحكيم في مختلف الفروع كل هذه المعايير ولله الحمد، والمهم، بل والأهم أن وضع المعايير واختيار الفائزين من بين عشرات وربما مئات المتقدمين في كل الفروع قد أُنجز في مدة لم تتجاوز أسبوعين، وهو ما يندر حدوثه في أي جائزة محلية أو عالمية. بقي أن نتحدث عن «شكر العاملين» الذي تحدث عنه خالد الفيصل في كلمته البليغة، وتأتي لجان التحكيم في مقدمة العاملين ولاشك، إذ تضم العقول المفكرة التي جعلت منح الجائزة بكل فروعها أمراً واقعاً بكل كفاءة واقتدار، لقد شكر الفيصل هؤلاء العلماء أعظم شكر وقدّرهم أعظم تقدير حينما قدِم إليهم بنفسه من على منصة الحفل ليحييهم ويحيوه في زاوية القاعة التي خصصت لهم، وتلتقط له معهم الصور التذكارية، ولعله شكر وتقدير يفوق بكثير ما جرت عليه العادة من منح المحكمين للجوائز الكبرى مبالغ مالية أو دروعاً تذكارية أو على الأقل شهادات تقدير.