توقع عدد من الخبراء والاقتصاديين أن تساهم زيارة سمو ولي العهد، إلى دول شرق آسيا في تعزيز الاستثمارات السعودية ودعم برامج رؤية الوطن 2030، لافتين إلى أنها تعزز شراكة المملكة في القارة الآسيوية «الصفراء»، في ظل ارتفاع حجم التبادل التجاري مع الدول الخمس «الصين، الهند، باكستان، إندونيسيا، ماليزيا» إلى ما يقارب 400 مليار ريال سنويًّا. وشدد الخبراء على أن توقيت زيارة عراب رؤية الوطن إلى باكستان، والهند يأتي في وقت دقيق وحساس، في حين تمثل المحطة الرئيسة في الصين بعدًا اقتصاديًّا كبيرًا، خصوصًا أنها أكبر شريك تجاري للسعودية على مدار السنوات الماضية، وترتبط مع المملكة بعدد كبير من الاستثمارات في مجالات عديدة لدعم الصناعة والطاقة والتقنية، وبرامج تدريب لتطوير الكثير من القطاعات السعودية. الاهتمام الأكبر وأكد نائب رئيس مجلس إدغرة غرفة جدة مازن بترجي، أن الاهتمام ينصب بشكل كبير على زيارة ولي العهد إلى الصين التي تعد الشريك الأول للسعودية على الصعيد التجاري؛ حيث وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال عام 2018 إلى 63.3 مليار دولار أمريكي «237 مليار ريال سعودي» مشيرًا إلى أن السعودية وقّعت اتفاقيات مبدئية مع الصين قبل شهور عدّة، خلال الزيارة السابقة لسموّه، والتي غطت مجالات مختلفة بداية من بناء مساكن في السعودية ووصولًا إلى مشروعات المياه وتخزين النفط. كما شهدت الموافقة على استثمار ما يصل إلى 45 مليار دولار في صندوق استثمار بقطاع التكنولوجيا مع مجموعة سوفت بنك اليابانية، وتسعى إلى تنويع اقتصادها وتقوية مركزها كأكبر مُصدر للنفط في العالم وترسيخ وضعها كمورد رئيسي للخام إلى أسواق آسيا الناشئة. وتابع: ستُسهم الاتفاقيات في إنشاء برنامج للابتكار، وإقامة مركز لكفاءات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يُسهم في تدريب السعوديين؛ ما يدفعنا أن نستبشر بالخير الكثير.. والقادم بمشيئة الله سيكون أفضل. مدن ذكية بدوره لفت رجل الأعمال جمال عبدالرحمن الزامل إلى أهمية الاتفاقات، التي يبرمها ولي العهد الأمين مع باكستانوالهند في الطاقة والبنية التحتية، في إطار جهوده لتقليص اعتماد اقتصاد المملكة على صادرات النفط، وأهمها اتفاقية ترتبط بشكل رئيسٍ بمصفاة وبقطاع الكهرباء، وتتضمن مذكرات التفاهم مشروعات للطاقة المتجددة، واستثمارات في البتروكيماويات والموارد المعدنية، لاسيما أن مسؤولون هنديون أكدوا أن المملكة ستضخ استثمارات في قطاع الزراعة؛ بهدف تصدير المنتجات إلى المملكة، علاوة على أن نيودلهي تنتظر توسيع حصتها من مبيعات النفط السعودي، في أعقاب استجابتها للقرارات الأمريكية بمقاطعة نفط إيران وفنزويلا، فضلًا عن تطلعات هندية لاستثمارات سعودية في مجالات الطاقة والصناعة، ومن المتوقع أن تمتد الشراكة السعودية الهندية إلى مشروعات المدن الذكية؛ إذ تميز الجانب الهندي على مدار السنوات الماضية في البرمجة والتكنولوجيا وقطع شوطًا كبيرًا في هذا المجال. إن جولة ولي العهد إلى القارة الصفراء، وما فيها من الاتفاقيات والصفقات التي تبرمها المملكة مع الشركات العملاقة والكبيرة تؤكد أن السعودية مقبلة على مرحلة جديدة على الصعيد الاقتصادي، مشيرًا إلى البعد الحقيقي للزيارة المتمثل في تحقيق مرتكزات رؤية 2030، الهادفة إلى تحقيق طفرة كبيرة للسعودية التي تعتبر البلد العربي الوحيد الموجود على طاولة أفضل 20 اقتصادًا عالميًّا، في ظل جهود حثيثة تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين في الداخل والخارج؛ من أجل تحسين بيئة العمل والاستثمار، وتسريع معدلات النمو؛ ليصل لكل مواطن سعودي؛ ما ينعكس بشكل إيجابي على الإنسان والمكان في هذه الأرض الطيبة. المصالح المشتركة وشدد الاقتصادي الدكتور عبدالرحمن الصنيع على أن زيارة سمو ولي العهد إلى باكستانوالهند، ستأخذ آفاقًا جديدةً، من خلال إنشاء آلية لزيادة الاستثمارات السعودية في قطاعات الطاقة والتكنولوجيا وقطاع الأمن الغذائي. وأوضح أن زيارة باكستان مهمة جدًّا في هذا التوقيت؛ إذ تربط البلدين علاقات استراتيجية قوية ووثيقة، من خلال منظمة التعاون الإسلامي. وقد زار رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان السعودية مؤخرًا في أولى جولاته الخارجية، مؤكدًا أن المملكة دأبت على الوقوف مع بلاده في الأوقات الصعبة، و»الشعب الباكستاني يعترف بذلك». أخيرًا فإن وجود مليوني باكستاني على الأراضي السعودية يحولون إلى بلادهم ما يقارب 5 مليارات دولار سنويًّا، دليل على أهمية دعم المصالح المشتركة بين البلدين.