افتتحت طالبات منح جامعة الأميرة نورة بجدة، أولى الندوات الثقافية لمعرض جدة الدولي الرابع للكتاب أمس الأول والتي كانت بعنوان: «السعودية في عيون المغتربات»، بمشاركة مجموعة من الطالبات، على مسرح الفعاليات بالمعرض، بداية الندوة التي أدارتها غادة الأسمري، تحدثت الطالبة سميرة صالح من دولة غانا قائلة: سأقلب من صفحات حياتي من ذكرى من قبل 6 سنوات في جامعة الأميرة نورة من خلال منحة جاءتني، فالشوق يحدوني لزيارة السعودية قبلة المسلمين وفيها الحرمان الشريفان، وفي عاصمتها الرياض انبهرت بمطار الملك خالد والمباني الضخمة والطرق الواسعة وكلمة «إيش لوني»، فخفت أكثر لماذا يسألون عن لوني؟! ومما دفعني لتعلم اللغة العربية كان لقراءة القرآن الكريم لأرفع الجهل عني وأنشر الإسلام وكلمة التوحيد، واخترت السعودية لأنها منبع التوحيد الصحيح وأعلمه لبنات بلدي، فلدي أربع لغات وأجملها اللغة العربية، وهدفي نشر الدين واللغة العربية، كما تشرَّفت بجدة وأهلها الطيبين. ثم تحدثت الطالبة رويحة عبدالرب من دولة باكستان فقالت: لي محطات من حياتي، أولها تقديم أوراقي للجامعة وحفظ القرأن، ثم انطلقت بالدراسة وأحسست برغبة في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وهذه محطتي الثانية فاندهشت من المباني بالجامعة، وحميمية الأستاذات، وزمالة الطالبات بها، ومحطتي الثالثة بعد تخرجي في المعهد ازداد تعلقي بالمكان، عشت في السعودية بين أمهات وأخوات، واختتمت بهدفي تعليم الجيل القادم اللغة العربية. وأخيرًا قالت الطالبة زكية محمد كريم الله من دولة الهند: حبي للغة العربية نابع من القرآن، حصل لي موقف محرج هنا من كلمة «زلطة» وكنت أقصد «سلطة»!.. وهدفي من تعلم اللغة العربية نشر العلوم الشرعية. «القوة الناعمة» والمسلسلات التركية! في الندوة الثانية من ندوات معرض جدة الدولي الرابع للكتاب، وكانت بعنوان: «الفعل الثقافي قوة ناعمة»، وأدارتها دلال عزيز ضياء، تحدثت بداية الدكتورة لمياء باعشن فقالت: القوة الناعمة مسالمة وليست الصلبة، هكذا يتبادر للذهن، فهي تتساوى بين الناعمة والصلبة والحرب، وهكذا النعومة، قناعة الإقناع تعتمد على الاستمالة والتعجيل والتفضيل، القوى الناعمة الناس والدول هي ما تريده أنت!.. الغضب الثقافي الناعم لتعددية المجتمع المدني، فتصور بعض الدول الكبرى بأنها الوصي على العالم، وتتبنى هذه المشروعات بأنها هي الدولة المثالية، بينما هي تشن حربًا إعلامية شعواء وتثير الفتن والنعرات في كل مكان، والهدف هو زعزعة الثقة في النفس والتخلي عن قيم الناس، وهكذا تقبلها لتصبح الأرضية الجاهزة للتغيير، القوى الناعمة مشكلتها أنها دائما في الحرب، وخير مثال تركيا من خلال مسلسلاتها وتصوراتها نحو الرجل العربي. ثم تحدث الدكتور محمد المسعودي وأشار إلى مصطلح القوى الناعمة، ووصفها بأنها هي الدبلوماسية الحديثة لتحسين صورة بعض الدول، خصوصًا بعد تفجّر عصر المعلوماتية الحديثة، فبدأ بالحديث عن التعليم والذين يدرسون خارج المملكة والمغتربين بداخلها من خلال هذه المعاهد، فالاستثمار فيهم بأن يعكسوا السعودية الحقيقة سكانًا ومكانًا، والمدارس السعودية في الخارج وهناك البعثات خارجيًا، والملحقات الثقافية، والجوائز العالمية، كجائزة الملك فيصل، وهناك الكراسي الدولية، فالسعودية من أكثر الدول الداعمة لها، هذه نبذة موجزة لهذه القوى الثقافية الناعمة، لكنها راكدة، فالحل يعتمد بالدرجة الأولى على عدة جهات، مختتما بقوله: الثقافة السعودية ليست القهوة والتمر، نعتز بها، ولكنها ليس كل شيء، القوى الآن هي وسائل الإعلام والاتصال، هي القوى الناعمة المقبلة. وأخيرا تحدث الدكتور عادل خميس عن فلسفة القيم، وعن رواية «وحيدا في برلين»، متحدثًا عن المؤلف بأنه متمرد يرفض التسليم عن الكتابة، كما تحدث عن المفكر إدوارد سعيد وأفكاره من خلال ما كتبه عن التغيير والتعبير بدلاً من التزام الصمت، ثم تحدث عن المفكرين جابر عصفور وطه حسين والسعودي الشاعر علي الدميني، مختتمًا بمقولة: الفعل الثقافي هو القراءة والكتابة والتغيير للأفضل، وهو من أشد أعداء الظلام.