دعت السعودية أمس إلى خفض إنتاج النفط مليون برميل يوميًا من أجل دعم الأسعار. جاء ذلك في تصريح صحفي لوزير الطاقة والصناعة خالد الفالح على هامش اجتماع وزراء أوبك والمنتجين من خارج المنظمة في فيينا لدراسة أوضاع السوق والاتفاق على مستوى محدد لخفض الإنتاج. ووصف الفالح، هذا الخفض المقترح بالمناسب، مستدركًا بالقول: «نسعى من أجل إحداث توازن في سوق النفط بدون أي صدمات مفاجئة». وأكد الفالح موافقة روسيا على المشاركة في خفض الإنتاج، مشددًا في السياق ذاته على أهمية مشاركة جميع الدول فيه. وأعرب عن تطلعه للاستمرار في خفض الإنتاج حتى الربع الثالث من عام 2019 مؤكدًا على أهمية استبعاد أي استثناءات من الاتفاق حتى يحقق جدواه على صعيد المعروض النفطي. يأتى ذلك فيما أشارت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إلى أن حجم الخفض المقترح سيعتمد بشكل كبير على الموقف الروسي الذي يرتبط باحتياجاتها النفطية في فصل الشتاء الراهن. ومؤخرًا اتفق سمو ولي العهد والرئيس الروسي فيلاديمير بوتين على هامش قمة العشرين في الأرجنتين على تمديد العمل باتفاق خفض الإنتاج خلال العام المقبل من أجل دعم الأسعار. ويعقد اجتماع أوبك وسط ظروف بالغة التعقيد نتيجة زيادة الإنتاج والمخزونات من أوبك والدول خارجها والحرب التجارية التي أثرت بالسلب على التوقعات بشأن النمو الاقتصادي. وتعاني أسواق النفط من حالة تذبذب منذ عام 2014، الأمر الذي أدى إلى إجراء إصلاحات شاملة في العديد من الاقتصادات في دول الشرق الأوسط والخليج. ويدعم التعاون السعودي الروسي السوق منذ نهاية عام 2018، إذ قاد إلى التوصل إلى قرار بخفض الإنتاج حوالي 1.8 مليون برميل، مما كان له تأثير فاعل على التخلص من تخمة نفطية قاربت 300 مليون برميل كانت تضغط على الأسعار. وسجل منتجو النفط على مدى الأشهر الماضية التزامًا بالاتفاق بنسبة فاقت حوالي 140%، مما كان له أثر واضح على الأسعار التي وصلت إلى 80 دولارً في شهر أكتوبر الماضي قبل أن تتراجع تحت ضغوط داخلية وخارجية تتعلق بالسوق والمعروض.