قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أمس (الاثنين)، إن المملكة ستلتزم تماماً بتعهدها بخصوص خفض إنتاج النفط بموجب الاتفاق العالمي بين منتجي الخام، مبدياً ثقته بنجاح خطة أوبك لدعم الأسعار. وقال الفالح خلال إحدى الفعاليات النفطية في أبوظبي إنه يرى مؤشرات مشجعة على التزام الأطراف الأخرى المشاركة في الاتفاق منذ بدء سريانه في أول كانون الثاني (يناير)، مشيراً إلى أن دولاً كثيرة تخفض إنتاجها بقدر أكبر مما تعهدت به. وهذه التصريحات هي أحدث حلقة في سلسلة رسائل مطمئنة بعثها مسؤولون بأن المشاركين في الاتفاق الذي يهدف للتخلص من تخمة المعروض سيمضون قدماً في تنفيذه. وسيكون مستوى الالتزام بالاتفاق عاملاً مؤثراً في أوائل 2017 على أسعار النفط التي بلغت 56 دولاراً للبرميل بما يقارب نصف مستواها في منتصف 2014. وبموجب الاتفاق ستخفض الدول الأعضاء في أوبك وكبار المنتجين المستقلين ومن بينها روسيا إنتاج النفط بنحو 1.8 مليون برميل يومياً لمدة ستة أشهر في البداية. وفي الأسبوع الماضي قال الفالح إن إنتاج السعودية نزل دون عشرة ملايين برميل يومياً، وهذا يعني أن السعودية خفضت الإنتاج بأكثر من 486 ألف برميل يومياً المتفق عليها بين المنتجين في أواخر العام الماضي. وقال الوزير أمس، إن إنتاج السعودية سيصل إلى المستوى المستهدف للمملكة في الاتفاق أو دونه قليلاً كما هي الحال الآن. واستبعد تمديد الاتفاق بعد ستة أشهر، قائلاً: «إن المنتجين سيسمحون لقوى السوق بالهيمنة فور التخلص من تخمة المعروض». وأضاف: «توقعاتي أن عودة التوازن إلى السوق التي بدأت تتحقق تدريجياً في 2016 سيظهر تأثيرها بالكامل بحلول النصف الأول (من العام)». وأضاف أنه فور الاقتراب من متوسط خمس سنوات للمخزونات العالمية سيرفع المنتجون أيديهم ويدعون السوق تقوم بدورها. وتشير بيانات وكالة الطاقة الدولية إلى أن أوبك التزمت بما يصل إلى 80 في المئة من الخفض السابق للإنتاج في 2009. ومن المقرر أن تجتمع لجنة من وزراء أوبك والمنتجين المستقلين لمراقبة مدى الالتزام بالاتفاق الجديد. وقالت الكويت الأسبوع الماضي إنها خفضت الإنتاج بأكثر مما تعهدت به، في حين أبلغ الأمين العام لأوبك رويترز أنه على ثقة من مستوى الالتزام والتحمس بين المنتجين الذين أبرموا الاتفاق. إلى ذلك، تراجعت أسعار النفط أمس تحت ضغط شكوك في شأن وفاء كبار منتجي النفط بتعهدهم خفض الإنتاج وتوقعات بزيادة الإنتاج الأميركي مرة أخرى العام الحالي. ونزل سعر مزيج «برنت» عشرة سنتات إلى 55.35 دولار للبرميل ونزل الخام الأميركي الخفيف بالمقدار نفسه إلى 52.27 دولار. ووافقت منظمة «أوبك» على خفض الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يومياً إلى 32.5 مليون برميل من الأول من كانون الثاني (يناير) لسحب الفائض من السوق الذي ساهم في هبوط الأسعار على مدى أكثر من عامين. وأعلنت روسيا ودول منتجة رئيسة أخرى من خارج «أوبك» أنها ستخفض الإنتاج. لكن إنتاج النفط عالمياً لا يزال مرتفعاً ومع اقتراب المخزونات من مستويات قياسية، يرتاب المستثمرون في أن «أوبك» وحلفاءها يمكنهم خفض الإنتاج لتقليصه للمستوى الذي يدفع الأسعار للهبوط. وقال بيارن شيلدروب كبير محللي السلع في «اس إي بي ماركتس» في أوسلو: «بدأت للتو تخفيضات أوبك والدول من خارجها وسيستغرق حدوث تأثير بعض الوقت». وتابع: «لا نتوقع أن ترتفع أسعار النفط كثيراً في الربع الأول من 2017». واستبعد وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح تمديد اتفاق «أوبك» مع المنتجين المستقلين بعد ستة أشهر في ضوء مستوى الالتزام بالاتفاق واستعادة التوازن في السوق. وأضاف: «توقعاتي أن عودة التوازن إلى السوق التي بدأت تتحقق تدريجاً في 2016 سيظهر تأثيرها بالكامل بحلول النصف الأول من العام». وقال إن المملكة ستلتزم تماماً بتعهدها بخصوص إنتاج النفط في إطار الاتفاق العالمي بين منتجي النفط لخفض الإنتاج. وجاءت تصريحات الفالح رداً على سؤال على هامش مؤتمر عالمي للطاقة في أبو ظبي. وقال وزير النفط والغاز العماني محمد بن حمد الرمحي لوكالة «رويترز» من أبو ظبي إن بلاده خفضت إنتاجها النفطي 45 ألف برميل يومياً بموجب الاتفاق العالمي بين المنتجين على كبح الإنتاج. وأضاف: «بدأنا عملية خفض الإنتاج من الآبار والتأثير في الصادرات ملموس». وأكد أنه سعيد بالمستوى الحالي لالتزام المنتجين بالاتفاق وقال: «مع قليل من الحظ» ستصل أسعار النفط إلى 60 دولاراً للبرميل بحلول نهاية العام الحالي. وقال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه إنه واثق بأن أعضاء منظمة «أوبك» والمنتجين المستقلين سيلتزمون باتفاق خفض إنتاج النفط الذي تم التوصل إليه في تشرين الثاني (نوفمبر) وإن أسعار الخام ستشهد مزيداً من الارتفاع نتيجة لذلك. ونقلت وكالة «مهر» عن زنغنه قوله: «أنا على يقين من أن أعضاء أوبك والمنتجين خارجها سيخفضون إنتاج النفط وفق ما تعهدوا. وسيؤدي هذا إلى تصريف فائض المعروض النفطي من السوق وتحقيق التوازن بين العرض والطلب ورفع الأسعار». وفي أبو ظبي، قال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول إن أسعار النفط العالمية ستشهد مزيداً من التقلبات في 2017 على رغم أن الأسواق ربما تستعيد توازنها في النصف الأول من العام إذا تم تنفيذ خفض الإنتاج الذي تعهد به منتجون. وأكد ل «تلفزيون رويترز» في أبو ظبي: «أتوقع أن نرى الأسواق تستعيد توازنها في النصف الأول من العام. لكن ما أريد قوله هو أننا ندخل في فترة تشهد مزيداً من التقلبات في السوق. التقلب هو اسم اللعبة».