حينما يأتي النذير الأكبر في أحب الناس إلى قلبي من قريب أو صديق قد أتنازل شيئاً مّا من كبريائي وعزة نفسي الكاذبة وأتأثر بفقد ذلك الحبيب وأتذكره عندما تتوقف دوران تلك الأيام له.. وأتذكر قول الخالق عز وجل (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾. فقدت أغلى صديق وأعز حبيب.. فقدت الصدق والوفاء الحقيقي.. فقدت أبيَّ النفس.. فقدت الصفاء والنقاء.. فقدت بياض القلب.. فقدت (أخ لي لم تلدهُ أمي)، إنه أخي الحبيب والصديق الغالي عليه رحمة الله محمد أحمد متعب الغامدي.. وعزائي أن وفاته قد كانت في أوسط الأيام البيض وقد كان قبلها يومٌ ترفع فيه الأعمال إلى الله وكذلك بعدها يومٌ ترفع فيه الأعمال إلى الله ولعل الله عز وجل اصطفاه بهذا اليوم الذي به المسلمين صيام طاعة لله ولرسوله ولعل أحدهم مستجاب الدعوة ويؤمن بالدعاء له بالمغفرة والرحمة والفوز بالجنة والعتق من النار. فُجعت كما فُجع كل أحبته ومعارفه بفقدانه رحمه الله رحمةً واسعة وكأن الأمر ضرباً من الخيال أو حلماً يستيقظ منه النائم بعد برهة من الزمن ولكنه أمر الله نفذ ولا محالة وأسأل الله أن يكون فقده خيراً له ولكل محبيه.. لقد رحل الحبيب محمد.. الغالي وهاهو الآن بين أطباق الثرى ونحسبه والله حسيبه من خيرة من عرفت وعاشرت إن لم يكن في مقدمة الركب ولا أزكي على الله احداً.. أبا أحمد عرفته منذ سن مبكرة.. وقريبا منه، فيه خصال قلّما تجدها في زمن طغت عليه المادة بشكل يصل إلى حد النفاق والذي يمقته الفقيد وبشده والعياذ بالله وهو ذلك الرجل صاحب السمت الحسن والابتسامة التي لا تفارق محياه دائم المزح الحميد والذي يحبه الصغير والكبير بعيد عن التمثيل والرياء وما نراه من نفاق اجتماعي طغى وساد على فئات المجتمع.. اللهم إني أستودعك أخي وحبيبي محمد واجمعني به في ظلك يوم لا ظل إلا ظلك يا أرحم الراحمين يارب العالمين اللهم آمين.