حقق قطاع الأسمنت أرباحا نصفية لهذا العام قدرت ب1.236مليار ريال، متراجعة بنسبة 56% مقارنة بالنصف الأول من العام الماضي 2016 م الذي بلغت الأرباح فيه 2.872 مليار ريال. وأظهرت بيانات 14 شركة أسمنت مدرجة في سوق الأسهم تسجيل 13 شركة منها انخفاضا في أرباحها النصفية مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، في حين استطاعت شركة أسمنت أم القرى تحويل خسائرها في النصف الأول من 2016 والبالغة 8 ملايين ريال إلى أرباح تقدر ب25.5 مليون ريال في النصف الأول من العام الحالي نتيجة بدء الشركة للإنتاج التجاري وللبيع بالإضافة إلى تمكنها من خفض مصاريفها العمومية والإدارية خلال الفترة الحالية مقارنة مع الفترة المماثلة من العام السابق مع العلم بأن الشركة قامت بإطفاء المصروفات المؤجلة الخاصة بقرض صندوق التنمية الصناعية وتكاليف التمويل على قائمة الدخل خلال الفترة الحالية من العام الحالي. وبحسب البيانات المالية للشركات، فقد سجلت 5 منها لأرباح أقل بنسبة 70 % من أرباح النصف الأول من 2016 وهي شركة أسمنت نجران وأسمنت اليمامة وأسمنت الشمالية وأسمنت تبوك وأسمنت حائل، في حين انخفضت أرباح 3 شركات أسمنت بنسبة أقل من 50% من أرباحها في النصف الأول من العام الماضي وهي أسمنت العربية وأسمنت الجنوبية وأسمنت المدينة. وبحسب النتائج المالية للشركات فقد كانت شركة أسمنت نجران الأكثر انخفاضا في أرباحها النصفية مقارنة ببقية شركات الأسمنت وبنسبة 92% لتبلغ قيمة أرباح الشركة 7 ملايين ريال مقارنة بأرباح 95.2 مليون ريال تم تحقيقها خلال نفس الفترة من العام الماضي وهو ما عزته الشركة إلى انخفاض متوسط سعر البيع وانخفاض حجم المبيعات بسبب انخفاض الطلب على الأسمنت بالإضافة إلى شدة المنافسة وارتفاع تكلفة الإنتاج. فيما تلاها شركة أسمنت حائل، إذ حققت انخفاضا في أرباحها بنسبة 81% لتبلغ قيمة الإرباح 10.9 مليون ريال بنهاية النصف الأول 2017 مقارنة بأرباح 59.1 مليون ريال تم تحقيقها خلال نفس الفترة من العام الماضي وهو ما أرجعته الشركة إلى ضعف الطلب وقوة المنافسة وانخفاض الأسعار. أما شركة أسمنت اليمامة التى تعد من كبرى شركات القطاع فقد بلغت نسبة التراجع في أرباحها 76% وبقيمة تصل إلى 63 مليون ريال بنهاية النصف الأول 2017 مقارنة بأرباح 266.8 مليون ريال تم تحقيقها خلال نفس الفترة من العام الماضي وهو ما أرجعته الشركة إلى انخفاض كمية وقيمة المبيعات نتيجة لانخفاض الطلب في السوق المحلي وكذلك بسبب موافقتها لإجازة عيد الفطر، بالإضافة إلى انخفاض الإيرادات الأخرى. وفي سياق متصل توقع تقرير اقتصادي حديث أن يستمر التذبذب والمنافسة الحادة في أسعار البيع في قطاع الأسمنت نظرا للتباطؤ في نشاطات الإنشاءات والطلب المحدود من المشروعات الضخمة، مشيرا إلى احتمالية أن تكون أسوأ السيناريوهات المحتملة لقطاع الأسمنت هذه السنة في المنطقة الشمالية إذ تمثل مستويات المخزون الحالية فيها نسبة 118 % من مبيعات المنتجين في المنطقة خلال الاثنى عشر شهرا الأخيرة. وبحسب تقرير الراجحى المالية فإن الطلب الضعيف في المنطقة الشمالية قد يدفع الشركات إلى نقل منتجاتها إلى مناطق أخرى بعيدة مما أثر سلبيا على ربحية الطن للشركات نظرا لارتفاع تكاليف النقل. أما بالنسبة للمنطقتين الغربية والجنوبية فإن الإضافات التي تمت مؤخرا في الطاقات الإنتاجية في شركات الأسمنت فيها ساهمت في منافسة حادة في الأسعار، كما أن أسعار البيع للربع الثاني في المنطقة الوسطى أقل من أسعار المنطقة الغربية بسبب سهولة الوصول للمنطقة من بقية المنتجين، في حين تأثر منتجو الأسمنت في المنطقة الشرقية بتطبيق رسوم على الصادرات إلى البحرين، بيد أن هذه الصادرات من المحتمل أن تعود إلى وضعها السابق بعد خفض الرسوم بنسبة 50 %.