* التّراشق الإعلامي الفضائي والمكتوب بين عدد من الصحفيين الرياضيين، خلال الأيام الماضية، وفيه اتهام بعضهم الآخَر بأنه قبض من رؤساء أندية أو أعضاء شَرف ثَمَنَ حروفِ لسانه، ومِداد قَلَمِه، وكان ذلك عبارة عن مئات الألوف من الريالات، تعضدها السيارات الفارهة، والرحلات السياحية الخارجيّة الفاخرة (هذا ما صَرّحوا به، والعُهْدَة عليهم). * ذلك التّراشق الإعلامي الذي استخدمت فيه مختلف الأسلحة اللفظية الممنوعة، والمحرمة عُرْفًا وذوْقًَا وأدبًا؛ يأتي معه السؤال: هل نحن أمام (مُرتزقَة) لا هَمّ لأحدهم إلا مصالحه، وتَوَرّم حِسَاباته؛ فخدمة الأندية التي يزعم الانتساب لها، وكذا الرياضة السعودية بعيدة تمامًا عن مخططاته أو أجندته؟!. * والمهم هنا أن بَحْثَ أولئك عن (مصالحهم الشخصيّة) بالطريقة التي يرونها حقهم الأصيل؛ لكنّ طرحهم المتشَنّج لهذا النادي أو ذاك، والمنحاز لرئيس أو عضو شَرف (طلبًا لرضاه وشَرهاتِه) خلق بيئة رياضية ملتهبة بالتعصّب، والتطرف الرياضي، والصراعات التي نقلت الرياضة من ساحة التنافس الشريف داخل الملعب إلى العِرَاك خارجه، لتكون ضحية ذلك ناشئة ينساقون وراءهم في برامج ومواقع التواصل الحديثة، وربما تطور الأمر للاشتباكات الميدانية؛ وكذلك نتائج كروية هَزيلة على كافة المستويات لرياضتنا السعودية. * إضافة إلى أن طائفة من أولئك الإعلاميين يتابعهم الكثير من الشباب، ويتعاطفون معهم؛ وبالتالي سيتأثرون بسلوكهم وممارساتهم التي تقوم على السّب والشتم، وإقصاء الآخر، وزراعة التعصب. * ولذا تكريسًا ل(الأمن الرياضي بشتى صوره، وتَعْزيزًا لثقافة الأخلاق الرياضية في مجتمعنا)، هذه دعوة للهيئة العامة للرياضة ولوزارة الثقافة والإعلام لتحجيم وتقزيم أولئك الإعلاميين، وإيقاف تلك المهازل التي تحتضنها، وتُؤجج نيرانها قنوات فضائية تطلب دائمًا المتابعة الجماهيرية مهما كانت الوسيلة والثّمَن. * أخيرًا أرفع صادق التقدير والاحترام لكل الإعلاميين الرياضيين الشرفاء، الذين نفتخر ونعتز بطرحهم الوطني الراقي والمُتَعَقِّل.