بمناسبة الامتحانات التي أوشكت أن تنتهي ، سوف أحدث الطلاب عن مدرسة فرسان الابتدائية ، تلك المدرسة التي كانت بحق جامعة وكان يديرها سعادة الأستاذ علي محمد الرفاعي أمد الله في عمره وعافاه وأثابه حيث كان يعمل ليل نهار وكان حبه وعشقه وتفانيه وإخلاصه سمة تستحق الإشادة والتكريم ، تلك الأيام كانت جزر فرسان نائية جداً وكان الوصول إليها والخروج منها لا يختلف عن الموت ، وبالرغم من كل الصعوبات إلا أن هذا الرجل وزملاءه المعلمين المخلصين والذين كانوا يعملون معه وكلهم يعلم أن مهمة التعليم في جزيرة أغلبية أهلها أميون هو الصعب بعينه الا أنهم نجحوا في تخريج جيل مثقف وهم يبتسمون للتعب ، أنا كنت أحد طلاب هذه المدرسة التي شرفتني برعايتها وعنايتها ،وكيف لا أتذكر تلك الأيام الجهمة وزملائي الصغار الذين شاركوني الحياة هناك وكلهم يعترف لهم ويشكرهم ..،،، كانت الابتدائية شهادة ضخمة ،وأذكر أنني سافرت إلى جازان لأداء الامتحان ،ولصغر سني قرر والدي رحمه الله السفر معي ، وهناك كان التعب في الوصول عبر قارب شراعي أذكر انه حملنا في البحر ليوم أو أكثر لنصل وتبدأ المعاناة في البحث عن سكن وعن .. وعن .. ومع الامتحانات والغربة والبيئة المختلفة والخوف والقلق والتعاسة كان كل يوم فيها بألف عام كما كان العذاب رفيقنا والخوف هو الصديق الممل الذي ظل يلازمنا وما إن انتهى « إلا» بطلوع الروح لنعود بعدها إلى فرسان في رحلة خوف أخرى وننتظر النتائج والتي جاءت في المذياع بعد شهر . تلك حكايات أحببت فقط تقديمها للأجيال ليروا كيف تطور التعليم في بلدنا وكيف عانينا من قبلهم متمنياً للجميع النجاح !!...،،، ( خاتمة الهمزة) : تلك الحكايات لم تنتهِ بعد النجاح من الابتدائية بل استمرت ترافقنا في المتوسطة والثانوية الى الجامعة وبالرغم من كل ما تقدم الا أننا نجحنا في الوصول للهدف ..ومن هنا يسرني أن أقدم شكري وتحياتي لكل معلم ساهم في تعليمي وبناء اسمي ... وهي خاتمتي ودمتم.