استغل بعض تجار العطارة الإنفلونزا المستحدثة في رفع أسعار بعض الأدوية الشعبية التي يُعتقد أن لها مفعولاً في تخفيف آثار الإنفلونزا الموسمية، وبلغت نسبة الزيادة أكثر من 100%. وركَّزت المحال على رفع أسعار حوالي أربعة أصناف من الأدوية والحبوب الشعبية إثر معلومات غير موثوقة طبياً روَّجت لتلك الأدوية، تزعم أن لها مفعولاً على تقوية الجهاز المناعي، غير أن تلك المعلومات ليست مبنية على إثباتات صحية أو مخبرية متخصصة. ويؤكد أحد باعة محال العطارة أن ارتفاع سعر بعض الأدوية تسلسل من الموردين؛ حيث ارتفعت أسعارها في سوق الجملة بحوالي الضعف. ويشير إلى أن ارتفاع الأسعار طال الأدوية المخزنة في المحال من قبل، مبررا ذلك باتجاه السوق الذي يحدد أسعار السلع. ويبيّن أن الأدوية الشعبية التي ارتفعت أسعارها بشكل مفاجئ طالت عدة أصاف، من بينها الفلفل الأسود والحبة السوداء واليانسون بنسبة تصل إلى 100%. وفي الشأن نفسه يؤكد الدكتور هشام عبد المنعم (أخصائي باطنية) أن تناول الأدوية الشعبية دون توصية طبية أو متخصصة قد تنعكس سلباً على المريض، وربما أدت إلى مضاعفات خطيرة على صحته. مبينا أن تناول الأدوية الشعبية لفترات طولية (أكثر من أسبوعين) يؤدي إلى تركيز بعض المواد في الدم؛ ما يؤدي إلى خلل في وظائف أجهزة الجسم. ولفت الدكتور عبدالمنعم إلى أنه لم يثبت صحياً فعالية بعض الأدوية الشعبية كاليانسون أو الحبة السوداء لمكافحة مرض إنفلونزا الخنازير، وأنما تستخدم كباقي المشروبات الساخنة في تخفيف احتقانات الحلق. ولم ينكر فائدة بعض الأعشاب الطبية عندما تحضر وتؤخذ بنسب مدروسة، مؤكداً أن نسب الأعشاب الموجودة في المستحضر المقنن تكون بالملليجرامات أو بالميكروجرامات بينما يستعمل العطارون والأطباء الشعبيون في تحضير خلاطاتهم قياسات غير دقيقة في تحضير وصفاتهم؛ ما يرفع نسبة الخطر.يُشار إلى أن وزارة الصحة ووزارة الشؤون البلدية والقروية تدرس إيجاد تنظيم مشدَّد على سوق العطارة وممتهني خلطات الأعشاب. ويأتي هذا التنظيم من خلال دراسات كشفت أن أكثر من نصف تجارة الأعشاب في المملكة تقوم على أعشاب غير صالحة للاستعمال، فضلاً عن مضاعفاتها الصحية على مستخدميها. وأكدت وزارة الصحة أن أكثر من 45% من تجارة الأعشاب في المملكة تقوم على أعشاب غير صالحة للتطبيب وليس لها أية فائدة صحية. وأوضحت إحصائية وزارة التجارة أن عدد محال العطارة على مستوى المملكة يبلغ 1760، منها حوالي 507 محال بمنطقة الرياض. من جهة أخرى احتكرت بعض المحال والصيدليات في الفترة الماضية المعقمات والمطهرات خاصة (معقمات الجل) إلى أن نفدت الكميات في الأسواق؛ لتعيد طرحها من جديد بأسعار خيالية تصل إلى ثلاثة أضعاف سعرها السابق؛ حيث كانت تُباع عبوة أحد أنواع المستحضرات المعقمة بحوالي 4 ريالات في السابق، وارتفع سعرها حالياً إلى 14 ريالاً.ويتساءل المستهلكون عن الدور الرقابي للبلديات ووزارة الصحة، ومحاسبة المخالفين وردع هذا الأسلوب غير الحضاري الذي يعتمد على استغلال الأزمات والأحداث في احتكار السلع ورفع أسعارها وقت حاجة المستهلكين.