دفع عدم توفر المستشفيات المتقدمة والمتخصصة في منطقة جازان، الكثير من المرضى إلى اللجوء إلى الطب الشعبي ومحلات العطارة كحل عملي يجنبهم عناء السفر إلى المستشفيات الكبرى في الرياضوجدة. ورغم تحذيرات هيئة الغذاء والدواء المتكررة من الخلطات المجهولة، إلا أن هذه المحال مستمرة في بيع الأدوية والمستحضرات الشعبية والعقاقير الطبية التي لا تخضع لمعايير وجودة الخدمات الصيدلانية. ويندفع بعض المرضى من العامة خلف المعتقدات السائدة التي تروج أن تناول هذه الأعشاب والعقاقير المعدة من قبل العطارين، يشفي سريعا من الأمراض وتجنب المرء مشقة انتظار مواعيد مستشفيات جازان المكتظة بالمراجعين بشكل دائم. وفي جولة ل(عكاظ) على محلات العطارة في منطقة جازان أكد عدد من أصحاب تلك المحلات أن هناك إقبالا كبيرا على الأدوية والأعشاب من قبل عدد من المرضى، حيث تتصدر الحبة السوداء والعسل والزنجبيل أكثر الطلبات. وأوضح مروعي علي البائع في محل للعطارة في أبو عريش، أن البعض يعتبر العطارة مستودعا للطب والتداوي السريع، باستخدام مستخلص النباتات والأعشاب الطبية الطبيعية، لذا يبحث المرضى عن العلاج السريع، لذلك تجدهم يلجأون إلى محال العطارة بأنفسهم، وأحيانا قد يأتي قريب المريض لطلب أعشاب معينة بعد التعرف على فوائدها من خلال الشبكة العنكبوتية. فيما بين محمد حكمي أن محال العطارة تساعد المرضى في إيجاد علاج بأسعار في متناول اليد، خاصة في ظل جشع الأطباء في المستشفيات الخاصة الذين يتخذون من مهمة الطب وسيلة للكسب السريع، علاوة على كثرة الأخطاء الطبية المسجلة في الآونة الأخيرة ودفعت بالبعض للتوجه إلى العطارين الذين يستغلون الموقف لصالحهم. فيما أرجعت أم تركي لجوءها إلى مركبات الأدوية العشبية، إلى عدم توفر الخدمات الطبية المتقدمة وأيضا الكوادر البشرية التي بإمكانها تشخيص الأمراض، لذا يلجأ البعض إلى العطارين. وكانت وزارة الصحة حذرت من التداوي بالأعشاب من دون إشراف طبي، مشيرة إلى أن المرأة أكثر إقبالا على التداوي بالأعشاب، والخلطات العشبية، لافتة إلى أن محال العطارة تستغل إقبال النساء وتروج لمنتجات تخسيس ومستحضرات تجميل غير مرخصة.