كنا نعتقد.. أن انبثاق لجنة الإحصاء والإعلام من أمانة الاتحاد السعودي لكرة القدم قبل أكثر من سبعة أشهر.. ستشكل أحد الحلول الناجعة الرامية إلى تحقيق الضبط الدقيق والرصد الموثوق وتدوين مسيرة الحركة الرياضية فيما يتعلق بتاريخ تسجيل الأندية وإنجازاتها وبطولاتها ومشاركاتها.. وصياغتها في قالب التوثيق العلمي.. بل كانت ولادتها تمثل خطوة نوعية نضمن - على أقل الأحوال - حفظ المعلومة من العبث الفاضح.. وبالتالي تمكين المؤسسة الرياضية بالقيام بدورها المرجعي والتوضيحي في ساحة الخلافات المتنوعة والصراعات الملونة.. حول إشكالية المعلومات التاريخية.. لكن - مع الأسف - جاءت ولادة هذه اللجنة أشبه بولادة (الخديج) يعني ناقصة النمو غير قادرة على التفاعل والتعاطي مع الأحداث التاريخية وتنوير الرأي المختلف بالحقائق والمعلومات الصحيحة.. ومعظمنا طالع على الساحة الإعلامية أحداثاً وصراعات ملونة شهدت تجنياً على التاريخ الرياضي والتلاعب بأرقامه وأوراقه بصورة فاضحة.. كما حصل مؤخراً حين احتج النصراويون على عدد بطولاتهم وإصرارهم على (الرقم 35) بينما لغة الأرقام التاريخية تقول إنها غير ذلك.. (....). وهناك من نصب نفسه مدافعاً عن ملفات نادي الاتحاد وأكد أن بطولات (العميد) تصل إلى أكثر من مائة وعشرين بطولة في مختلف الألعاب..!! إلى جانب الخلاف الدائر حول لقب أول نادٍ سعودي يجمع بطولتي الموسم الكبرى (كأس الملك وولي العهد).. إضافة إلى قضية أول نادٍ يفوز بالألقاب المحلية في مناطق المملكة الرئيسة الثلاثة فمنهم من ذكر أنه الأهلي وهناك من قال الهلال ومنهم من أكد أنه الاتحاد وهناك من منح هذا اللقب الشرفي (للشباب).. وهكذا تعددت الروايات واختلفت الآراء وتنوعت الأقوال.. وسط صمت وسكون من الجهة المخولة في إيضاح الحقيقة الدامغة.. وتحديداً (لجنة الإحصاء والإعلام) التي من المفترض أن تكون حاضرة وموجودة في الساحة.. لإيضاح الرؤى التاريخية وفض النزاع الجدلي ومعالجة أوجه الخلاف بلغة الوثائق والحقائق والأرقام..!! غير أن ضياع المعلومة وعدم توفر المخزون التاريخي وغياب المتخصصين في هذا الحقل الخصيب داخل أروقة اللجنة.. ترك أكثر من علامة استفهام حول دورها الهامشي.. ما دام أنها غير قادرة على تفعيل دورها في إثراء الساحة الرياضية بكل ما يتعلق بقضايا التاريخ الرياضي وإشكالاته ومواضيعه وإرهاصاته المختلفة. ** ان تدوين تاريخ الحركة الرياضية لا يقل أهمية عن تدوين أي ظاهرة من مظاهر الحياة، فالرياضة ركيزة مهمة في حضارات الأمم ووسيلة إنتاج في أي حقلٍ من حقول الحياة والتاريخ الرياضي قبل أن تكون معلومات محفوظة هو علم وتحليل وتصوير وعمق وفهم، وبالتالي يحتاج إلى المتخصصين القادرين على صياغة وصيانة وتدوين وصناعة التاريخ الرياضي كما ينبغي أن يكون.. وفق تحليل الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لبناء موسوعة مرجعية علمية في المؤسسة الرياضية قادرة على الحضور والوجود في ساحة الخلافات والصراعات الملونة حول المعلومة التاريخية.. من هنا تأتي أهمية وجود مرجعية في المؤسسة الرياضية كمطلب ملح يفرضه واقع الحال لحفظ التاريخ الرياضي من العبث وتحريف أرقامه وأوراقه من يدلف معركة التوثيق بلا أدلة أو براهين دامغة وهم كثر، فالتاريخ أمانة والتلاعب بحقائقه خيانة..!! وهنا ينبغي أن تدعم - اللجنة الوليدة - بالباحثين والمتخصصين في التاريخ الرياضي سواء كانوا من الجامعات السعودية أو المؤرخين المعروفين مثل الدكتور أمين ساعاتي صاحب أكبر موسوعة رياضية في المملكة والمؤرخ الرياضي الأستاذ محمد القدادي والأستاذ عبد الله جار الله المالكي، إضافة إلى الاستعانة بالرياضيين المعاصرين من رموز الحركة التأسيسية أمثال الشيخ عبد الرحمن بن سعيد والشيخ عبد الحميد مشخص والشيخ عبد الله الزير وغيرهم من الرواد الأحياء.. وأتصور لو عُمل مشروع متكامل (لتوثيق مسيرة الحركة الرياضية بالمملكة) تتبناه رعاية الشباب.. مدعم بميزانية توازي حجم العمل المنتظر تقديمه - فكراً ومنهجاً وتطوراً - خلال خطة زمنية تدرس وتحدد بصورة علمية رصينة.. سيعزز من دور ومهام وحضور (اللجنة الإحصائية) من جهة.. وسيضمن حفظ حقوق الأندية من التزييف والتحريف مثل ما شاهدناه مؤخراً على الساحة الإعلامية الرياضية من جهة أخرى. *** ** الدكتور (صالح بن ناصر) الإداري الرياضي والإعلامي المخضرم الذي عايش (رعاية الشباب) منذ ولادتها حتى الآن.. (جامعة) من الأدب والخلق والتواضع وسعة الأفق والفكر الشمولي.. يفترض أن يكون له رأي في التوثيق التاريخي للحركة الرياضية بالمملكة. ** التصرف الأرعن الذي ارتكبه اللاعب (خالد عزيز) أمام الاتحاد يجب ألا يمر مرور الكرام على الإدارة الهلالية الواعية.. فاللاعب يجب أن يعي وقبل كل شيء أن السلوك أولاً.. ** فرض (العميد) منطقيته ومنهجيته الفنية منذ بداية المسابقة حتى الختام.. فاستحق لقب بطولة الدوري عن جدارة. ** قمة الروح الرياضية العالية تجلت في سلوك وثقافة وعفوية الشاعر الرياضي (عبد الرحمن بن مساعد) في النهائي الكبير.. هكذا هم الكبار بفكرهم الناضج.. ووعيهم التنافسي..! **يبقى العضو الفعّال (ماجد الحكير) الأبرز في مضمار الدعم المتواصل لمدرسة الوسطى، أما البقية فدورهم في كثر الكلام وربط حزام المال..!! ** يقول الناقد الرياضي الكبير (تركي الناصر السديري) مدرج الصحافة الرياضية استوطنه العقاريون وتجار الإعلام الجدد.. السديري لامس جزءاً من الحقيقة المرّة..!!