وزير الصناعة والثروة المعدنية في لقاء بهيئة الصحفيين السعوديين بمكة    خام برنت يصعد 1.3% ويصل إلى 75.17 دولار للبرميل    مدرب فيرونا يطالب لاعبيه ببذل قصارى جهدهم للفوز على إنترميلان    الأهلي يتغلّب على الفيحاء بهدف في دوري روشن للمحترفين    نيمار: فكرت بالاعتزال بعد إصابتي في الرباط الصليبي    قبضة الخليج تبحث عن زعامة القارة الآسيوية    6 فرق تتنافس على لقب بطل «نهائي الرياض»    القبض على (4) مخالفين في عسير لتهريبهم (80) كجم "قات"    وفد طلابي من جامعة الملك خالد يزور جمعية الأمل للإعاقة السمعية    أمير المنطقة الشرقية يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    بمشاركة 25 دولة و 500 حرفي.. افتتاح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض غدا    مدرب الفيحاء يشتكي من حكم مباراة الأهلي    استقالة مارتينو مدرب إنتر ميامي بعد توديع تصفيات الدوري الأمريكي    بحضور وزير الثقافة.. «روائع الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    أوكرانيا تطلب أنظمة حديثة للدفاع الجوي    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    أمانة الشرقية تقيم ملتقى تعزيز الامتثال والشراكة بين القطاع الحكومي والخاص    رحلة ألف عام: متحف عالم التمور يعيد إحياء تاريخ النخيل في التراث العربي    الهلال يفقد خدمات مالكوم امام الخليج    منتدى المحتوى المحلي يختتم أعمال اليوم الثاني بتوقيع 19 اتفاقية وإطلاق 5 برامج    «الصحة الفلسطينية» : جميع مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل    اعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم    «طرد مشبوه» يثير الفزع في أحد أكبر مطارات بريطانيا    فيتنامي أسلم «عن بُعد» وأصبح ضيفاً على المليك لأداء العمرة    هل يعاقب الكونغرس الأمريكي «الجنائية الدولية»؟    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    «الزكاة والضريبة والجمارك» تُحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة كبتاجون في منفذ الحديثة    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    الكشافة تعقد دراسة لمساعدي مفوضي تنمية المراحل    الملافظ سعد والسعادة كرم    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    فعل لا رد فعل    ترمب المنتصر الكبير    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    استضافة 25 معتمراً ماليزياً في المدينة.. وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كتابة التاريخ الرياضي: القضية المهملة... فمن يتحمل عبئها
المتخصصون أجمعوا على تجاهلها من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم
نشر في الرياض يوم 22 - 01 - 2014

يواجه تاريخنا الرياضي معضلة كبرى تتمثل في عدم وجود الغطاء الرسمي المتكفل بتدوينه في ظل عدم تصدي المدونين الثقاة والهواة للمهمة، وتباهي بعض مدعي التأريخ بين فينة وأخرى بمعلومات مغلوطة غلبتها العاطفة، وطغى عليها الميول، ولذا وفي ظل خلو الساحة من المؤهلين بات كل يدلي بدلوه ويدعي معرفته بالتاريخ الرياضي، و»مرة تصيب ومرة تخيب» .. التاريخ أمانة لا يدرك أهميته إلا المؤمنون به .. والأسئلة التي تفرض ذاتها وتستحق الطرح للبحث عن إجابات ملهمة؛ طرحتها «دنيا الرياضة» على مجموعة من المهتمين بالتأريخ والذين عرفوا بالموضوعية والمهنية لنخرج معكم بالتالي:
عبدالله جارالله المالكي: كتابة التاريخ تحتاج لضمير وفعل ينحي الذاتية
من الذي يكتب؟
البداية يجب أن تكون بالمواصفات التي ينبغي أن تتوفر في المؤرخ اذ يقول الزميل المؤرخ عبدالله جارالله المالكي: "التاريخ لا يكتبه إلا أصحاب الخبرة والدراية الذين عاشوا الأحداث وشهدوا المواقف والوقائع في كل زمان ومكان".
فيما يؤكد الزميل المؤرخ خالد المصيبيح صعوبة الكتابة عن التاريخ الرياضي في الوقت الحاضر وأعاد تلك الصعوبة لطغيان الميول في عملية الرصد.
أما الصحافي الإماراتي والمحلل الإحصائي والباحث في شؤون الكرة الآسيوية منصور عبدالله فيقول: "في ظل عدم الاهتمام بتأريخ وتوثيق المجال الرياضي في وطننا العربي منذ القدم وحتى اللحظة، لا نستطيع تحديد المخول لكتابة التأريخ الرياضي، لأن هناك أفرادًا من المجتمع تطوعوا للعمل في هذا المجال وسط غياب دور المؤسسات الرياضية. هذا لا يعيب الشخص الذي تطوع بل العيب في المؤسسات الرياضية".
خالد المصيبيح: الميول أظهر الازدواجية في رصد المعلومة
وأضاف: "وضعيتنا تختلف عن وضعية أوروبا والأمريكيتين الجنوبية والشمالية أو شرق آسيا، فهناك بدأت عملية التأريخ والتوثيق من خلال أفراد ثم تحولت سريعاً إلى عمل مؤسسات. أما نحن، وعلى الرغم من قصر عمر الرياضة في وطننا العربي، فلا يوجد اهتمام مؤسسي في هذا الجانب، بالتالي لا يزال من يقوم بهذا العمل أشخاص من أفراد المجتمع".
فيما أكد الزميل المؤرخ الرياضي صالح الهويريني أن الشيخ عبدالرحمن بن سعيد -رحمه الله- وحده من يستحق أن يُطلق عليه لقب "مؤرخ" بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وقال: "لا أعتقد بأن هناك غير الشيخ عبدالرحمن بن سعيد في السعودية، هنالك مؤرخون لكنهم أقل منه، المؤرخ الحقيقي لابد أن يكتب تفاصيل الأحداث الدقيقة بالتوقيت والمكان والدقيقة، هذا هو المعاصر الذي يكسب ثقة الناس، أما المؤرخ المصنوع فهو الذي يكتفي بذكر نتائج المباريات فقط وهو ما يؤكد عدم معايشته لتلك الأحداث، لدينا عبدالله المالكي وساعاتي ومجموعة يعتبرون برأيي أكثر ناس مؤهلين في كتابة التاريخ".
منصور عبدالله: اعتمدنا على اجتهاد الأشخاص لغياب المؤسسات الرياضية عن المشهد
أما الزميل خالد الدوس الباحث المهتم بشأن التاريخ الرياضي فتحدث بإسهاب حول الشخص المخول بكتابة التاريخ الرياضي فقال: "المخولون بكتابة تاريخنا الرياضي بكامل إحداثه وجزيئاته ووقائعه وتحولاته وإرهاصاته هم المتخصصون الأمناء الذين يملكون أدبيات وأدوات ومكونات وأخلاقيات فن كتابة التاريخ وليس التاريخ فقط..!! بل التاريخ الرياضي كفرع خصيب ومنهج علمي رصين له فلسفته ونظرياته ومقوماته واتجاهاته العلمية يتفرع من علم التاريخ العام. والمخولون بكتابة وصناعة تاريخنا الرياضي هم من يتمتعون بالمهارات العقلية واللغوية والعملية والمهنية في عالم التدوين والتوثيق في قالبه العلمي.. وينطلقون وبلياقة مهنية عالية في مضمار الضبط والتدوين والحفظ والتوثيق العلمي وفق رؤية واعية، وعمق معرفي، وأمانة مهنية، وحس تاريخي وبعد سوسيولوجي .. يسلط الأضواء على مساحات الإحداث والمواقف والمعلومات برؤية الإبعاد الزمنية بحلقاتها (الماضي والحاضر والمستقبل) .. باعتبار أن التاريخ هو وحدة زمنية وبناء غير متجانس في إحداثه وظواهره ومكوناته الزمنية والمكانية، وبالتالي فإن المخول او المؤرخ المستنير لا ينظر ان الماضي مات واندثر..!! ولكن ينظر له انه مازال يعيش الحاضر ويتصل بالمستقبل والتاريخ بعمق حضارته .. (معرفيا وثقافيا) يشجع التغيرات الاجتماعية المرغوبة التي تساهم في تحقيق التنمية داخل المجتمعات".
صالح الهويريني: في الجيل الجديد المتأرخون في ازدياد
معايير المؤرخ
وفي جانب آخر يجدر بنا أن نطرح سؤالا ما هي المعايير التي يجب أن تتوفر في المؤرخ، يقول المالكي: "أهم معايير المؤرخ الرياضي هي التدوين والتوثيق بكل أمانة بعيداً عن المجاملات والميول العاطفية".
أما خالد المصيبيح فقال: "المعايير في رأيي ترتكز في نقطتين وهما الصدق مع النفس قبل الصدق مع الآخرين، فيما تأتي النقطة الثانية والأهم في نظري وهي أن الحديث هنا عن معلومات ثابتة".
فيما أكد منصور عبدالله على أنه وفي ظل عدم الاهتمام بتأريخ وتوثيق المجال الرياضي في وطننا العربي منذ القدم وحتى اللحظة، لا نستطيع تحديد المخول لكتابة التأريخ الرياضي، لأن هناك أفراد من المجتمع تطوعوا للعمل في هذا المجال وسط غياب دور المؤسسات الرياضية. وهو أمر لا يعيب الشخص الذي تطوع بل العيب في المؤسسات الرياضية على حد قوله.
خالد الدوس: الحل في اتحاد رياضي مستقل ومتخصص
وقال: "وضعيتنا تختلف عن وضعية أوروبا والأمريكيتين الجنوبية والشمالية أو شرق آسيا، فهناك بدأت عملية التأريخ والتوثيق من خلال أفراد ثم تحولت سريعاً إلى عمل مؤسسات. أما نحن، وعلى الرغم من قصر عمر الرياضة في وطننا العربي، فلا يوجد اهتمام مؤسسي في هذا الجانب، بالتالي لا يزال من يقوم بهذا العمل أشخاص من أفراد المجتمع".
وأضاف: "من تجربة شخصية في أوروبا وشرق آسيا، تكون الرياضة أحد أفرع المجال الاجتماعي ثم يتخصص فيها العالم. يقوم المؤرخ بالتعاون مع جهات معينة بالعمل على توثيق وتأريخ الرياضة. نحن لم نصل إلى هذه المرحلة بعد! لذا أرى شخصياً وفي الوضع الحالي أن المعايير التي يجب توافرها في المؤرخ الرياضي لدينا هي: الحيادية والمصداقية (في البحث والتحليل والسرد) ووضوح المصادر وتوثيقها، وطبعاً يجب أن يكون مؤهل علمياً وعملياً لهذا العمل".
تاريخنا الرياضي مشوه
أما الزميل صالح الهويريني فقال حول المعايير: "المؤرخ لابد أن يكون معاصر للوقائع وشاهد عصر عليها، وليس كما يفعل البعض الذين يقرأون التاريخ ويزعمون بأنهم مؤرخين، لابد للمؤرخ أن يكون قد عايش الفترة التي يكتب عنها، وأتقبل من المؤرخ أن يذكر مثلاً 10 في المئة من الأحداث التي سمع عنها، لكن للأسف هنالك مؤرخون لم يعايشوا 80 في المئة من الأحداث التي يكتبوا عنها وهذا خطأ".
وحول عدم سبب كتابة التاريخ قال: "هنالك من يقفوا حجر عثرة في طريق كتابة التاريخ لأنه يدين أنديتهم التي كانت تعاني من سلبيات ومشاكل عدة ويسعوا إلى جهل الأجيال المتعاقبة بها، سمعت بأن الشيخ عبدالرحمن بن سعيد كتب التاريخ وقدمه للرئيس العام لرعاية الشباب السابق الأمير سلطان بن فهد إلا أن هنالك من أوعز للأمير برفض ذلك واشترطوا على بن سعيد حذف مواضيع عدة لكنه رفض وقال إما يعتمد الكتاب بأكمله أو يُرفض، للأسف بعد رحيل بن سعيد من الصعب كتابة التاريخ".
أما الزميل خالد الدوس فقال: "المؤرخ الذي لا يملك في حقيبته التوثيقية التاريخية .. الأدوات المهنية وأصولها الضبطية من "حس وفكر ووعي وأمانة وحيادية وتخصص وعمق ثقافي ومصادر أولية وثانوية" .. لا يستحق أن نمنحه لقب المؤرخ ..!! ومع الأسف كثر في مجتمعنا الرياضي من يكتب التاريخ حسب أهوائه وميوله وسرد معلوماته بكل كذب وافتراء وتجني .. والتاريخ أمانة والعبث في معلوماته خيانة!".
مَنْ المسؤول عن تدوين أسرار هذه الصورة للتاريخ
أزدواجية التأريخ الرياضي
وفي موضوع الازدواجية التي نراها عند كتابة التاريخ الرياضي يقول الخبير عبدالله جار الله المالكي: "الأزدواجية في كتابة التاريخ الرياضي قد تفضي إلى التنافس في صحة الأقوال ودقة المعلومات وبالتالي تضعف الثقة لدى المتلقي الذي يعتريه الشك في مصداقية المصادر".
أما الزميل خالد المصيبيح فأعاد الازدواجية في كتابة التاريخ الرياضي للميول أيضاً، ودلل على ذلك بعدم الاختلاف في الوقت الحالي على المعلومات الذي يتم الجدال فيها منذ عام 2000 ، أي بعد دخول الانترنت، وقال: "لذلك لا أحد يستطيع الوثوق بمؤرخين يغلبون الميول".
خالد الدوس
فيما ذهب منصور عبدالله إلى منحى آخر يراه سبباً مباشراً في الإزدواجية في كتابة التاريخ الرياضي وقال: "السبب واضح وبسيط وهو عدم توافر المصادر المؤثوقة مثل المعلومات والصور والوثائق. وبالتالي يأتي شخص ما ويكتب التأريخ بمنظوره الشخصي، ويتم تسويق هذه الأفكار وتنتشر وتصبح حقيقة".
أما الزميل صالح الهويريني فقال حول ازدواجية المؤرخ: "يحكمها الميول والأهواء، أغلب من يتحدثوا عن التاريخ لم يعايشوا أحداثه بل سمعوا قصص أو قرأوها في الانترنت وهذه هي المشكلة، فالكل أصبح مؤرخ والعجيب أنهم من الجيل الجديد الذين يسمع ويكتب؛ شخصياً لا أكتب شيء لم أعايشه سوى ما ذكرت مسبقاً وهو لا يتجاوز 10 في المئة، ومراعاة الضمير لابد أن يكون حاضرة لدى المؤرخ".
منصور عبدالله
وأكد خالد الدوس ان ثقافة نسيجنا الرياضي وتركيبته المعقدة لا تؤمن بأهمية التاريخ الرياضي وتدوينه كما ينبغي كأي ظاهرة من مظاهر الحياة المجتمعية .. وفق الأصالة الفكرية والمعايير الضبطية والاتجاهات العلمية وبالتالي تظهر لغة (الازدواجية) وإرهاصاتها كنتاج طبيعي لعدم إيماننا أن التاريخ كعملية إنتاج لممارسة ثقافية واجتماعية تقوم على تصورات وافتراضات تفصح عن نفسها بدلا من ان تختبئ عن عيون القراء.. وتقوم أيضا بتحليل وفهم للإحداث التاريخية بمنهج وصفي يسجل ما مضى من وقائع وأحداث ويحللها ويفسرها على أسس علمية صارمة وصادقة وضابطة.
ويضيف "عندما نصل إلى درجة من الوعي التاريخي والحس المهني .. والهرولة في مضمار الحيادية والموضوعية بلياقة أكثر" فكرا وعلما وإدراكا بقيمة المعلومة التاريخية وأهميتها المعيارية في البناء الرياضي" .. ساعتها ستصبح (الذاتية) ومكروباتها في ميدان كتابة التاريخ .. في خانة النوادر..!!!".
خالد المصيبيح
تنحية الذاتية
وعند كتابة التأريخ يخشى الكثيرون من سيطرة الذاتية على الحقيقة التاريخية ولتجنب هذا يقول الزميل عبدالله جارالله المالكي: "كما سبق نقول إن الكتابة التاريخية يجب أن تتسم بالأمانة والمصداقية بعيدا عن الذاتية ولا يحدث ذلك بالأقوال فقط والشعارات المزيفة وإنما يتجسد بالأفعال"
واتفق الزميل خالد المصيبح مع المالكي مؤكداً أن تنحية الذاتية عند الكتابة التاريخية تنبع من ذات الشخص مشيراً إلى حساسية الأمر كونه أمانة يحملها المؤرخون ملزمين بإيصالها كما هي للجيل الجديد.
أما منصور عبدالله فوضع أربع نقاط رئيسية يراها مهمة لتنحية الذاتية عند الكتابة عن التاريخ الرياضي فقال: "
أولا يجب أن تكون هناك منهجية واضحة عند كتابة التأريخ، بمعنى وضع الأسس الثابتة والأهداف لعملية كتابة التاريخ، ثانياً يجب الاعتماد على المصادر المؤثوقة، ثالثاً يجب اتباع الاجراءات المتبعة في عملية البحث والدراسة، بمعنى تحديد التاريخ والمكان والاشخاص والمناسبة وأحداثها،
رابعاً في حالة وجود معلومة غير صحيحة لدى المؤرخ، فلا يجب أن يستمر في ترويجها، فهناك بعض الباحثين أو المؤرخين يشعرون بالخزي أو العار عندما يكتشف أن معلومة زميله هي الصحيحة ومعلومته ليست كذلك!".
عبدالله جارالله المالكي
وعن إشكالية عدم وجود تاريخ رياضي موثق للكرة السعودية وللرياضة بشكل عام قال الزميل عبدالله جارالله المالكي: "تاريخ الرياضة السعودية محفوظ وموثق خلال تسعين عامأ. ولكن المشكلة تكمن في البعض من الذين لا تعجبهم الحقائق التي لا تتفق مع ميولهم العاطفية ورغباتهم الذاتية حيث يشكك أصحاب الهوى في مصداقية المصادر وصحة الأخبار .. وقديمًا قال الشاعر:أسالوا التاريخ إذ فيه العبر.. ضل قوم ليس يدرون الخبر".
فيما أكد الزميل خالد المصيبيح على أن المشكلة الكبرى تكمن في الاتحاد السعودي لكرة القدم ولجنة الإعلام والإحصاء وهم من يفترض بهم القيام بالدور الحقيقي، وقال: "إذا كانوا لا يستطيعون فأنا من هنا أعلن استعدادي للتعاون معهم متى ما كانوا يمتلكون الأرشيف الحقيقي وهو الورقة الأهم التي لا يمتلكها غيرهم".
صالح الهويريني
أما الزميل منصور عبدالله فقال: "أجيب عن سؤالك بحالات حدثت في الوطن العربي. الكابتن الشهير المصري حسن شحاته، قيل إنه نال جائزة أحسن لاعب في آسيا عندما لعب مع كاظمة الكويتي في البطولة الآسيوية لعام 1970! ولا أدري من روج لهذه المعلومة التي أصبحت مع الوقت حقيقة لا يمكن مناقشتها، على الرغم من أن البطولة الآسيوية لذلك العام لم تشهد أي مشاركة كويتية، كما أن كاظمة الكويتي شارك لأول مرة في المنافسات القارية في العام 1987! الحقيقة هي أن كاظمة أعار شحاته للعربي للمشاركة في البطولة الآسيوية لعام 1971. لم تكن هناك جائزة لأفضل لاعب في آسيا حينها، أما في البطولة ذاتها فقد نالها لاعب آخر!".
وأضاف: "لديكم في السعودية مشكلة دائمة وهي تحديد عدد البطولات لكل ناد، والطريف قبل سنوات قليلة كتب أحد صحافيي "الفيفا" في الموقع الالكتروني عدد البطولات للأندية السعودية، فثارت الدنيا عندكم وتمت مخاطبة "الفيفا" وبقية الحكاية معروفة. السؤال هنا: من المسؤول عن تنظيم البطولات المحلية؟ "الفيفا" أو الاتحاد السعودي؟ إذاً مسألة توثيق البطولات تخص السعوديين وحدهم فقط".
واستدرك قائلاً: "يجب على المؤرخ أو الباحث أن يتحمل مسؤولية ما يقدمه للمتلقي، لأن الجيل الحالي لا يعلم ماذا حدث سابقاً، وبناءً على معلومات المؤرخ أو الباحث يبني الجيل الحالي تاريخه وأيضاً الجهات المنتمية للرياضة تعمل بناءً على هذه المعلومات".
وعن الإشكالية ذاتها قال الزميل خالد الدوس: "المشكلة -يا أستاذ عبدالوهاب- تقع على عاتق الرئاسة العامة لرعاية الشباب مع الأسف، واتحادها الرياضي لكرة القدم، ولك أن تتخيل ان المؤسسة الرياضية التي تجاوز عمرها أكثر من نصف قرن من الزمن .. لا تملك تاريخ موثق وأرشيف رياضي رصين يحفظ مكتسبات وحقوق ومعطيات الرياضة السعودية وفق منهج مؤسسي؛ كما يحدث في معظم الاتحادات الأوروبية التي تملك تاريخ موثق وأرشيف مؤسسي في قالبه العلمي تشكل مرجعية لكل الرياضيين والإعلاميين والمهتمين بالتاريخ الرياضي، وبذات الوقت حماية منجزاتها ومكتسباتها وحقوقها من العبث والتزييف والتزوير عبر إنشاء (اتحاد) يعني بالتاريخ الرياضي من أهدافه المهنية ضبط التاريخ وحسم الخلافات العبثية، والمناكفات الملونة، ومعارك (الإحصائيات الفارغة)..!! التي تسلب حقوق بعض الأندية، وتخالف قواعد الضبط المهني والأخلاقي .. بمغالطات فاضحة، ومعلومات خاطئة، وحقائق غير دامغة..! وهم يتحدثون أمام الملا عن تاريخنا الرياضي بلغة عابثة وفكر رخيص..!!"
وأضاف: "التاريخ الرياضي قبل ان يكون معلومات محفوظة وحقائق دامغة هو علم وتحليل وتصوير وعمق وفهم ورؤية؛ كما يقول عميد المؤرخين الرياضيين الدكتور المستنير (أمين ساعاتي)..!، وهنا ينبغي من المؤسسة الرياضية (رعاية الشباب) إنشاء اتحاد يعني بالتاريخ الرياضي (الاتحاد السعودي للتاريخ الرياضي) يعمل على إعداد أرشيف رياضي متكامل وشامل يضم مكونات تاريخنا الرياضي ومعطياته وفق عمل مؤسسي يتكئ على أرضية صلبة من أساليب الضبط والحفظ والرصد التقني والمعلوماتي، ينطلق من منهجية ميكانيكية احترافية مدعومة بعقول مستنيرة وكفاءات متخصصة في الأوعية الضبطية، والبطون التوثيقية الحديثة .. فلماذا لا تتجه بوصلة وعينا وثقافتنا وتفاعلنا واهتمامنا إلى حفظ تاريخنا الرياضي في(اتحاد) متخصص يضمن صيانته من العبث والتزييف والتلاعب وقلب حقائقه..!!؟"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.